- قدم البحث إلى مؤتمر ( حقوق الإنسان في السلم والحرب ) الذي نظمته جمعية الهلال الأحمر السعودي بالرياض.
- حصل البحث على جائزة التميز في البحث العلمي بجامعة أم القرى
مقدمة :
الحمد لله الذي خلق الإنسان وكرمه ، وشرفه وفضله ، أحمده سبحانه حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين .. وبعد :
فإن قضية "حقوق الإنسان" من أكبر القضايا التي تشغل العالم اليوم بمختلف دوله وشعوبه ، ودياناته وجنسياته ، وفئاته وطبقاته ، بين محقّ فيها ومبطل ، واستناداً لهذا المصطلح "حقوق الإنسان" ، ضيعت حقوق وواجبات ، وأشعلت حروب وأزهقت نفوس ، بل وأزيلت دول واستبدلت أنظمة ، ونتيجة لتسلط العالم الغربي بطرحه الفكري والإعلامي وقوته المادية ، شاب هذه القضية الشوائب ، واستغلت من قِبَله أبشع استغلال.
ولا شك أن دراسة قضية "حقوق الإنسان" مهمة للغاية لما ذكر آنفاً ، وقبل ذلك لأن الشريعة الإسلامية قد راعت حقوق الإنسان أفضل مراعاة ، وسبقت بذلك القوانين الدولية والأنظمة الوضعية ، ذلك أن الإسلام هو الدين الحق الذي لا يقبل الله ديناً سواه ، وهو المنهج الشامل الكامل الصالح لكل زمان ومكان ، قال تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) وقال سبحانه : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) وقال أيضاً : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ).
ونظراً لما تقدم من أهمية هذا الموضوع فقد رأيت بيان شيء من منهج القرآن الكريم في مراعاة حقوق الإنسان ، مشاركة مني في مؤتمر ( حقوق الإنسان في السلم والحرب ) الذي تنظمه جمعية الهلال الأحمر السعودي ، ضمن المحور الخامس : ( القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان من منظور إسلامي )
وقد جعلت عنوان المشاركة:
( حقوق الإنسان : مفهومه وتطبيقاته في القرآن الكريم )
ويمكن تلخيص أسباب اختياري للموضوع في النقاط الآتية:
1) أن الإسلام هو أفضل شريعة وأقوم دين وأعدل منهج راعى حقوق الإنسان ، قال تعالى : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) وقال تعالى : ( وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً ).
2) استغلال العالم الغربي لهذه القضية وتجييرها لتحقيق أهدافه المعلنة والخفية ضد الإسلام وأهله.
3) وجود فرق شاسع ، وبون واسع ، بين منهج القرآن ، ومنهج القانون الدولي في مفهوم حقوق الإنسان وتطبيقاته العملية.
أما منهجي في هذه الدراسة فكان على النحو التالي:
1- جمعت الآيات القرآنية ذات العلاقة بموضوع البحث ، سواء كانت دلالتها صريحة أو متضمنة.
2- درست تلك الآيات وصنفتها تصنيفاً موضوعياً بحسب مباحث الدراسة.
3- راجعت أشهر كتب التفسير وأسلمها منهجاً للوقوف على معنى الآية والتأكد من صحة الاستدلال والاستنباط.
4- جعلت الأصل الذي أحتكم إليه وأقوم عليه القوانين : هو النص الشرعي : (الكتاب والسنة) وفق فهم السلف الصالح له.
5- حرصت على أن يكون منطلق الدراسة هو آيات القرآن التي جمعتها في الموضوع ، ولذا فقد التزمت بعدم الاعتماد على الكتب المعاصرة المؤلفة في "حقوق الإنسان" لبعد كثير منها عن هذا المنهج ، وخشية التأثر ببعض طرحها ، وإنما اطلعت على بعضها بعد إنهاء البحث لتتميم بعض ما نقص منه.
6- والتزاماً بمنطلق الدراسة: "آيات القرآن" وطلباً للاختصار فإني لم أكثر من إيراد الأحاديث النبوية إلا ما لزم ذكره . علماً بأن جمع الأحاديث المتعلقة بحقوق الإنسان تكوّن رسائل علمية متعددة ، والله أعلم.
7- اطلعت على نصوص القوانين الدولية مثل : ( الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) ، و (إعلان القاهرة حول حقوق الإنسان في الإسلام) ، وغيرها من المعاهدات والمواثيق الدولية، لتعلقها بموضوع البحث.
8- اختصرت أسماء الكتب في الهوامش لطولها وتكرارها ، مثل: "تفسير الطبري" بدل "جامع البيان في تأويل القرآن" ونحوه.
9- تركت ترجمة الأعلام الواردة أسماؤهم في ثنايا البحث اختصاراً ، ولشهرتهم، واكتفيت بذكر المصنفين منهم في فهرس المراجع والمصادر.
10- استنبطت النتائج المتعلقة بموضوع البحث وسطرتها في مباحثه ولخصت أهمها في خاتمته.
11- ذكرت قائمة بالمراجع والمصادر التي أفدت منها في هذه الدراسة.
وأما خطة البحث فهي على النحو الآتي:
المبحث الأول : مفهوم "حقوق الإنسان" ويتضمن الآتي:
المطلب الأول: مفهوم "الحقوق" وإطلاقاته في القرآن الكريم .
المطلب الثاني: مفهوم "الإنسان" وإطلاقاته في القرآن الكريم .
المطلب الثالث: تأصيل مفهوم "حقوق الإنسان" في القرآن الكريم .
المطلب الرابع: مفهوم "حقوق الإنسان" في القانون الدولي .
المطلب الخامس: مقارنة بين المفهومين .
المبحث الثاني: تطبيقات "حقوق الإنسان" في القرآن الكريم ، ويتضمن الآتي:
المطلب الأول: تكريم الإنسان في القرآن الكريم .
المطلب الثاني: أصناف الناس بالنسبة للحقوق في القرآن الكريم .
المطلب الثالث: أنواع الحقوق التي راعاها القرآن الكريم .
المطلب الرابع: تقويم تطبيقات القانون الدولي في ضوء القرآن الكريم .
وأخيراً الخاتمة وفيها أهم النتائج ، ثم قائمة المراجع والمصادر .
والحمد لله رب العالمين
منقول
المفضلات