بداية أود الإشارة إلى أننا مؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله والقضاء والقدر خيره وشره ، ولكن الدين الإسلامي بكل ما احتواه لا يتنافى مع العقل والفطرة السليمة ، وموضوعنا هنا يتعلق بالجانب السياسي من تاريخ العرب الحديث و لنأخذ جولة في القرارات العربية التي كانت مصيرية والتي قادت بعضها إلى تغييرات أثرت ولا زالت تؤثر على الشعوب العربية حتى يومنا هذا .
وأول محطة لنا مع السعار الذي رافق العرب مع صعود نجم جمال عبد الناصر ، والذي ظل في خطاباته يخاطب قلوب الجماهير فردت عليه الجماهير بقلوبها لا عقولها فنتج عن ذلك نكسة العرب والتي لا تزال نتائجها واقعاً تعاني منه الاجيال المتعاقبة .
كما كان الموقف الأكثر شهره هو الغزو العراقي للكويت والذي كان نتيجة لخبر سمعه الرئيس صدام حسين رحمه الله عن ثرثرات تتعلق بالماجدات العراقيات ، فكسب قلوب العرب وخسر ومعه العرب خسارة استراتيجية قد لا يتهيأ حتى لاحفادنا تعويض ما خسرناه .
ما دعاني لطرح الموضوع هو الرئيس عمر حسن البشير والذي وصف لنا دولة الجنوب بالحشرة ، فهو ورغم تحرير اقليم هجليج استخدم لغة سياسية ملؤها العاطفة كونه لم يشرح لنا كيف احتلت هذه " الحشرة " وهو يقصد هنا الحركة الشعبية إقليم هجليج ، وربما لم يصل للسيد الرئيس أن الفيروسات رغم أنها من أصغرالمخلوقات إلا أن العلم لا يزال عاجزاً حتى الآن عن الخلاص منها .
ومن يستهن بعدوه مهما كان عدوه ضعيفاً فبرأيي هذا يعني بداية نصر لهذا العدو .
ورغم أن الذكي هو من يتعلم من أخطاءه ، فالعبقري هو من يتعلم من أخطاء غيره ...
كما أن تجاهل الوقت وأهميته تعتبر عاملاً في تأخرنا كون الزمن يلعب دوراً هاماً في اتخاذ القرار ومن هنا لم نجد عملياً ما يدعم هذه الأهمية في روزنامات القادة العرب ربما _سوى_ مواعيد الحفلات والولائم ووجبات الطعام ورحلات الطيران .
وأصبح من قلة الانجازات نحتفل بمناسبات غير مدرجة في عالم السياسة سوى عندنا وبعض الدول التي أصبناها بالعدوى من قبيل "عيد ميلاد الزعيم " ، وذكرى تسلم الزعيم للحكم وليس "للمسؤولية " وهذا خلط كبير .
متى سندرك أن الأكثر أهمية عندنا هو من يعتبر أن اليوم هو 86400 ثانية ، والمهم هو من يعتبر اليوم 1440 دقيقة ، والانسان العادي هو من يعتبره 24 ساعة ، وأن زعماؤنا العرب هداهم الله اعتبروا أنفسهم هم كنز التاريخ ، وحتى التاريخ لا يحق له محاكمتهم كونهم لا يعترفون بالزمن وهو الاب الشرعي للتاريخ .
المفضلات