بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
" أترعون عن ذكر الفاجر ؟! اذكروه بما فيه يحذره الناس " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 52 ) :
موضوع .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( 72 ) و كذا ابن حبان ( 1 / 215 ) و
أبو الحسن الحربي في " الأمالي " ( 245 / 1 ) و ابن عدي ( 260 / 2 ) و المحاملي
في " الأمالي " ( ج 5 رقم 15 ) و البيهقي في " سننه " ( 10 / 215 ) و الخطيب في
" تاريخه " ( 1 / 382 ، 3 / 188 و 7 / 262 ) و في " الكفاية " ( ص 42 ) و ابن
عساكر ( 12 / 7 / 2 ) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح المعاني " ( 21 / 1 ) و
الهروي في " ذم الكلام " ( 4 / 81 / 1 ) و السهمي في " تاريخه " ( 75 ) من طريق
الجارود بن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا . و قال العقيلي :
" ليس له من حديث بهز أصل ، و لا من حديث غيره ، و لا يتابع عليه من طريق يثبت
" . و قال البيهقي : " هذا يعرف بالجارود بن يزيد النيسابوري و أنكره عليه أهل
العلم بالحديث ، سمعت أبا عبد الله الحافظ ( يعني الحاكم ) يقول : سمعت أبا عبد
الله محمد بن يعقوب الحافظ غير مرة يقول : كان أبو بكر الجارودي إذا مر بقبر
جده يقول : يا أبة لو لم تحدث بحديث بهز بن حكيم لزرتك " ! قال ابن عدي و
البيهقي : " و قد سرقه عنه جماعة من الضعفاء فرووه عن بهز بن حكيم ، و لم يصح
فيه شيء " . و قال ابن حبان : " و الخبر في أصله باطل ، و هذه الطرق كلها
بواطيل لا أصل لها " . و خفي هذا على الهروي فقال : " حديث حسن من حديث بهز و
قد توبع جارود بن يزيد عليه " ! و تبعه يوسف بن عبد الهادي في " جمع الجيوش و
الدساكر على ابن عساكر " ! ( 2 / 2 ) . و روى الخطيب عن أحمد أنه قيل له . رواه
غيره ؟ فقال : ما علمت . ثم ذكر الخطيب أنه روي عن جماعة ثم قال : " و لا يثبت
عن واحد منهم ذلك ، و المحفوظ أن الجارود تفرد به " . ثم روى عن البخاري أنه
قال فيه : " منكر الحديث ، كان أبو أسامة يرميه بالكذب " . و عن أبي داود : "
غير ثقة " و قال الذهبي في " الميزان " : " و قال أبو حاتم : كذاب " . و في "
اللسان " : " قال العقيلي : متروك الحديث ، لأنه يكذب و يضع الحديث " . و ذكر
المناوي : أن الدارقطني قال في " علله " : " هو من وضع الجارود ، ثم سرقه منه
جمع " . و في " الميزان " أنه " موضوع " ، و نقله عنه في " الكبير " و أقره ،
لكن نقل الزركشي عن الهروي في " كتاب ذم الكلام " أنه حسن باعتبار شواهده " !
قلت : و هذا الاستدراك لا طائل تحته ، لأنه ذهول عن الشرط الذي يجب تحققه في
الشواهد حتى يتقوى الحديث بها و هو السلامة من الضعف الشديد الناتج من تهمة في
الرواة ، و هذا مفقود ههنا لما سبق في كلام الأئمة النقاد أن الحديث من وضع
الجارود سرقه منه آخرون ! و لهذا لما حكى السخاوي في " المقاصد " كلام الهروي
السابق تعقبه بالرد فقال : " و ليس كذلك ، فقد قال الحاكم فيما نقله البيهقي في
" الشعب " : إنه غير صحيح و لا معتمد " . و لهذا أورد الحديث ابن طاهر في "
الموضوعات " ( ص 3 ) و أعله بالجارود . قلت : و ممن سرقه عنه سليمان بن عيسى
السجزي فرواه عن سفيان ، أخرجه ابن عدي ( 161 / 1 ) و قال : " و هذا عن الثوري
عن بهز باطل و السجزي يضع الحديث " . و قد روي الحديث بلفظ آخر و هو : " ليس
لفاسق غيبة " .
المفضلات