وضع جلالة الملك عبدالله الثاني في كلمته أمام القمة العربية التي انعقدت في بغداد يوم أمس والتي القاها نيابة عن جلالته, رئيس الوزراء عون الخصاونة العرب أمام مسؤولياتهم القومية والتاريخية والقانونية والانسانية والاخلاقية وبخاصة تجاه القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين التي تخضع لعملية تهويد واستيطان ممنهجة ترمي الى تغيير طابعها العربي والاسلامي والحضاري وكانت الاشارة الملكية الى المعركة التي يخوضها الاردن في منظمة اليونسكو ضد محاولات اسرائيل هدم جسر المغاربة لافتة وعاكسة حجم التحدي الذي أخذه الأردن على عاتقه كي يحبط هذه المحاولات ويحول دون تكريس هذه المحاولات الخبيثة اضافة بالطبع الى ما نهضت به الدبلوماسية الأردنية في الدعوة الى لقاءات استكشافية بهدف استشراف امكانية ايجاد الارضية التي تسمح باستئناف المفاوضات المباشرة وفق بيان الرباعية الدولية وبما يحفظ المصالح الأردنية.

واذ أعاد جلالة الملك على اسماع العرب جميعاً في قمة بغداد ان الوقت قد حان لأن يقف العرب وقفة موحدة ويعيدوا الاعتبار لمفاهيم العمل العربي المشترك وبخاصة في شأن القضايا الثلاث الرئيسية المطروحة على جدول الاعمال العربي وهي القضية الفلسطينية والازمة السورية والملف النووي الايراني اضافة الى التحديات المصيرية الكثيرة التي تواجهها الامة العربية فان جلالته دعا في شكل صريح ومباشر الى ضرورة تعزيز مؤسسات الجامعة العربية وبما تفرضه التحديات من ضرورة المضي قدماً في تعزيز دور هذه الجامعة كي تواكب التطور في المنظمات الاقليمية وخصوصاً تلك التي احرزت نجاحات وكان قيامها لاحقاً على تأسيس الجامعة العربية الامر الذي يستدعي وبالضرورة بناء شراكات اقتصادية عربية قوية لمواجهة التحديات الاقتصادية.

من هنا، جاء تشخيص جلالة الملك للحال العربي الراهن دقيقاً وموفقاً وشجاعاً داعياً في شكل لا لبس فيه ولا غموض الى العمل المشترك لصون مصالحنا وحل خلافاتنا في بيتنا العربي ومنع أي تدخل خارجي يهدف الى هدم هذا البيت.

هي اللغة الأردنية ذاتها التي لا تتغير أو تتلون او تناور، بل انطلاقاً من قناعاتنا الوطنية والقومية ومن حرص الاردن على المصالح العربية العليا ورفضاً لأي تدخلات خارجية لا ترمي الاّ لبت الفرقة في الصفوف العربية ما يعني ان مواجهة مثل هذه التحديات يجب ان يبدأ من تطوير الجامعة العربية للحاق بركب التطور الذي شهدته تلك المنظمات الدولية والاقليمية مثل الاتحاد الاوروبي بل والاتحاد الافريقي..

جلالة الملك الذي ينحاز بلا تردد الى شريحة الشباب في الأردن كما في البلاد العربية كافة دعا في اطار حثه على احياء العمل العربي المشترك والتصدي للتحديات التي تواجهنا وفق منظومة عربية أمنيّة اضافة بالطبع الى عمل عربي مشترك وفاعل وجدي لدعم الشباب العربي وتأسيس شراكة اقتصادية مبدياً جلالته استعداد الأردن الى الانخراط في شراكة كهذه وفتح ابواب الاستثمار أمام الجميع..

كلمة جلالة الملك أمام قمة بغداد كانت جامعة وشاملة ببعد قومي وهوية أردنية لم تنحاز يوماً إلاّ لقضايا امتها العادلة وحرصاً على حقوق شعوبها وحقناً لدمائها وعملاً بلا كلل على توفير الأمن والاستقرار لها وهو ما تجلى في اعلان جلالته ان الأردن مع الحوار بين الشعب السوري وحكومته ودعم مساعي المبعوث الدولي والعربي كوفي انان لحل الأزمة ، كذلك في الدعم غير المحدود للشعب الفلسطيني الشقيق وسلطته الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية بما هي الممثل الشرعي والوحيد له وفي دعم جهود الرباعية الدولية لصنع السلام وبما لا يمسّ المصالح الأردنية.

رأينا