السلام عليكم وجعل الله يومكم نشاطاً وسروراً
لوعة محب
أتعجب ممن حولي حين اسألهم عن الشئ الممكن فعله والذي يزيدهم نفعاً وخيرا فيمتنعون.
وأسهّل لهم الأمر بالقيام بأكبر جزء من العمل او المهمة وأضعها لقمة طيبة امام افواههم ليطعموها، ولكنهم يأنفون.
أظن أنه الريجيم الفكري أو الخلقي الذي جعل من الفرد ينطوي على نفسه فيكره التدخل فيما يعنيه وليس مالا يعنيه.
هذا الزمان الذي أهملت فيه جميع أصابعي لأكتب هذه الرسالة بأصبع واحد اطرق به على شاشة الهاتف التي وددت ان أطرق بها عقول احبابي ليستوعبوا اني احبهم.
ظننت ان المرء اذا احب شيئا ودّ لو ان يفعلها احبابه مثله. اتذكرون حين كنا صغارا فوجدنا شيئا جميلا مرميّاً على الأرض سارعنا الخطا إلى احبابنا لنريهم اياها، وكان الكل يفرح ويعجب ويشارك في اللعب بها. ولكن هذا الزمان ان اريتهم ما تحب ظنوا انك تتكابر عليهم، تظهر انك افضل منهم او انك تغيضهم أنهم لا يملكون مثلها. ولكن والله لو سألوك عنها لأعطيتهم.
مال هذا الزمان الغريب الذي لا يطيق المرء أن يتدخل في حياة أحد أو أن يتدخل أحد في حياته.
وهل سيزداد الأمر سوءا.
هل شغَلنا الفيسبوك والتلفاز واليوتيوب عن المتعة الحقيقية ومشاركتها مع من نحب. هل استكثرت على نفسي ان يشاركني احد غيري فرحتي او ان اشاركه. هل استوعبت أني لو أطفأت التلفاز أو الكمبيوتر فلن أجد أحدا حولي إلا الوهم الذي ظننت بصحبته اني وجدت سعادتي.
لازلت اطرق الجهاز الصامت
ولا زلت أتساءل.
المفضلات