يقول الأديب والفيلسوف جان بول سارتر بان أفضل لقب يحصل عليه المرء هو لقب يأخذه من الناس وأفضل منصب يرتفع إليه الإنسان هو المنصب الذي يرفعه إليه المجتمع من تلقاء نفسه وهذا ما حصل مع بطل تقريرنا هذا .
“الدكتور” امجد ذيابات ذاك الإنسان غير المتعلم البتة ولكنه أشهر دكتور في الرمثا ويراجعه الناس ولكن ليس لعلاجهم , بل لعلاج سياراتهم وأين ؟ ليس في عيادة بل في مشغله الذي أصبح مزارا لكل رمثاوي بل وصلت شهرته إلى مناطق كثيرة في الأردن ,فقد أضحى أشهر صاحب محل لتصليح كهرباء السيارات أسسه قبل ثلاثين عاما ولا زال منارة في عطاءه.
ساهم “الدكتور” امجد ذيابات من خلال مشغله في تعليم عدد من الكهربائيين الذين أصبحوا فيما بعد "معلمون" أمثال أحمد و محمود الدرادكة اللذين تتلمذا على يديه منذ 20 عاما، و عمر السايس الذي يعمل فنيا للكهرباء في القوات المسلحة وغيرهم الكثيرين، موظفا خبرته التي تجاوزت الثلاثين عاما بدأها عام 1979 ، يعززها دورات عملية عديدة تلقاها في كل من" شتوتغارت – ألمانيا عام 1982 و حلب – المنطقة الصناعية 2000 ، و اسطنبول في تركيا عام 2004".
وعن بداية إطلاق لقب دكتور عليه قال ذيابات بان بداية إطلاق هذا اللقب عليه هو انه يستعين بشرح مفصل من زبائنه عن آلام سياراتهم " تماما كما يفعل الأطباء " ثم يقوم بحديد الخلل من خلال " معاينة أولية " ثم يشرح لصاحب السيارة المشكلة وحلها كي يستطيع التعامل معها فيما اذا اضطر لذلك وتعطلت في مكان بعيد عن البلد وليكون لديهم ثقافة عن السيارة التي يقودونها مشيرا إلى انه يتطوع في بعض الأحيان لإعطاء محاضرات نظرية وعملية في كهرباء السيارات في مدارس الرمثا والمراكز المهنية في الشمال ومن هنا بدا يطلق عليه أبناء الرمثا لقب "الدكتور".
ويقول “الدكتور” بانه وعلى الرغم من أنه لا يحبذ العمل المبكر للأطفال إلا أنه يبدي مساهمته في مساعدتهم على العمل و تعلم مهنة منذ الصغر، مشيرا إلى أنه يستقبل في كل عطلة صيفية عدد من طلبة المدارس لإيوائهم خلالها و الاستفادة من تعليمهم المهنة وفي ذات الوقت حتى لا يبقوا في الشوارع ويضيعوا وقتهم في اللهو غير المفيد .
ووصلت شهرة “الدكتور” امجد الى مناطق متعددة في الشمال بل أكثر من ذلك فقد اصبح له المئات من الزبائن من سوريا الشقيقة يأتوه خصيصا لشراء قطع السيارات وتصليح سيارتهم وخاصة البحارة منهم وأحيانا كثيرة " للاستشارة " الفنية او "الطبية" على حد تعبيره .
وعزا فراس الشناق من بلدة سوم في محافظة اربد سبب تصليح مركبته عند “الدكتور” للقدرة العالية التي يتمتع بها في فنيات كهرباء السيارات، فضلا عن حرصه على تصليح السيارات بطرق توفر على أصحابها ، معتبرا هذه السمة تنبع من الشعور الإنساني الذي يكنه “الدكتور” أمجد للآخرين.
في حين اعتبر قاسم أبو عرب لقب “الدكتور” جاء ليكافأ ذيابات على تفانيه في العمل، وقصة نجاح تلخص ثلاثين عاما من العطاء و الاستزادة ، لم تفسدها أدوات الحداثة و الثورة الرقمية التي غزت السيارات الحديثة.
المفضلات