لا يزال الدوري الأردني لمحترفي كرة القدم يعيش في حالة من التقلبات المثيرة التي خالفت كافة توقعات الخبراء والمتابعين، وخاصة مع المستجدات التي فرضها حال فرق مثلث الرعب التي نقصد بها الفرق الثلاثة الأولى التي تحتل الترتيب العام، الفيصلي والرمثا والوحدات بإعتبارها أضحت صيدا سهلا وقابلة للإستنزاف النقطي في أي لقاء تخوضه.

وكشفت لقاءات الأسبوع السابع عشر للدوري والتي أختتمت أمس السبت، بأن تواصل فرق مثلث الرعب في إهدار النقاط قاد لتأجيل حسم اللقب حتى اللحظات الأخيرة، فالفيصلي المتصدر تعرض لخسارة لم تكن تدور في حسبان أحد أمام مضيفه ذات راس (0-3) والرمثا والوحدات اللذان كانا بحاجة ماسة للفوز لتعزيز حظوظهما في المنافسة وقعا معا بفخ التعادل السلبي في قمة باهتة فنيا وجافة تهديفيا جمعتهما على استاد الأمير محمد في الزرقاء، ورغم حالة الإستنزاف المتواصل إلا أن اللقب لا يزال يقبل القسمة على واحد من فرق مثلث الرعب، في ظل غياب المنافسين الحقيقين لهم.

وكان بالإمكان أن يحسم لقب دوري المحترفين هذا الموسم في وقت مبكر، خاصة أن الفيصلي نجح في إحدى الأسابيع في توسيع الفارق إلى سبع نقاط بينه وبين أقرب مطارديه لكن تعرضه في أخر أربع لقاءات لثلاث هزائم، قلصت الفارق وباتت صدارة الفيصلي على (كف عفريت) حيث لا تفصله عن مطارده الرمثا سوى نقطتين فيما يبتعد عن الوحدات بفارق ست نقاط، مع الإشارة إلى أن الفيصلي سيختتم مشواره في الدوري بلقاء صعب يجمعه مع الوحدات.

ونلاحظ بأن الفرق التي كانت تخشى الإنزلاق من حافة الهبوط، أظهرت حرصا يفوق حرص فرق الفيصلي والرمثا والوحدات في المنافسة على لقب الدوري، فشاهدنا بأن هنالك ثورة ملحوظة في أداء ونتائج الجزيرة وذات راس واليرموك والمنشية، فضلا عن شباب الأردن الذي عانى من سوء طالع لكنه سرعان ما عاد واهتدى لطريق الإنتصارات.

مثلما نستشف بأن لقاءات الأسبوع السابع عشر شهدت تسجيل (11) هدفا في ست مباريات وهو دلالة على أن المنسوب التهديفي يعاني الإنخفاض في ظل خشية الفرق من الخسارة إلى جانب ضعف واضح أصاب المطارق الهجومية عند غالبية الفرق، ويتقدمها الفيصلي والرمثا والوحدات، ولا نغفل بذات الوقت بأن بقاء الجليل وكفرسوم على ذات الحال سيجعلهما الأقرب من الهبوط.

ورغم التراجع الهائل الذي يصيب المستوى الفني لدوري المحترفين، إلا أن الإثارة بقيت حاضرة في ظل لعبة (السلم والثعبان) التي تعيشها بعض الفرق على لائحة الترتيب العام لتصبح كافة الإحتمالات واردة والتخمين بنتيجة لقاء ضربا من الخيال، ومع ذلك تبقى اللقاءات الخمسة المتبقية من عمر الدوري ذات حسابات خاصة لدى الفرق سواء تلك التي تسعى للظفر باللقب أو تلك التي تسعى للإبتعاد عن شبح الهبوط.