بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
" إن من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 414 ) :
موضوع .
أخرجه ابن ماجه ( 2 / 322 ) و ابن أبي الدنيا في " كتاب الجوع " ( 8 / 1 )
و أبو نعيم في " الحلية " ( 10 / 213 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 169 / 1 )
من طرق عن بقية بن الوليد حدثنا يوسف بن أبي كثير عن نوح بن ذكوان عن الحسن عن
أنس مرفوعا .
قال أبو الحسن السندي في حاشيته على ابن ماجه : و في " الزوائد " : هذا إسناد
ضعيف لأن نوح بن ذكوان متفق على تضعيفه ، و قال الدميري : هذا الحديث مما أنكر
عليه .
قلت : و أورده ابن الجوزي في " الأحاديث الموضوعة " ( 3 / 30 ) من رواية
الدارقطني عن يحيى بن عثمان حدثنا به ، و قال : لا يصح ، يحيى منكر الحديث
و كذا نوح .
و عقب عليه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 246 ) بقوله : قلت : يحيى بريء من
عهدته ، ثم ذكر رواية ابن ماجه من الطرق المشار إليها عن بقية و رواية الخرائطي
في " اعتلال القلوب " من طريق أخرى عن بقية فانحصرت التهمة بإرشاد السيوطي
بنوح بن ذكوان ، و هذا يتضمن اعتراف السيوطي بوضع الحديث كما لا يخفى ، و مع
ذلك فقد أورده في " الجامع الصغير " برواية ابن ماجه ! .
و أما قول المناوي في شرحه : و عده ابن الجوزي في الموضوع ، لكن تعقب بأن له
شواهد ؟ .
فما أظنه إلا وهما ، فإني لا أعلم له و لا شاهدا واحدا و لو كان معروفا لبادر
السيوطي إلى إيراده في " اللآليء " متعقبا به على ابن الجوزي كما هي عادته !
و كذلك لم يذكر له أي شاهد المنذري في " الترغيب " ( 3 / 124 ) و العجلوني في
" الكشف " ( 1 / 255 ) والله أعلم .
و في الحديث علة أخرى خفيت على ابن الجوزي ثم السيوطي ! قال الحافظ ابن حجر في
" التهذيب " : يوسف بن أبي كثير هو أحد شيوخ بقية الذين لا يعرفون و نحوه في
" الميزان " للذهبي .
و ثمة علة ثالثة و هي عنعنة الحسن و هو البصري فقد كان يدلس ، فلا تغتر بما
نقله المنذري عن البيهقي أنه صحح هذا الحديث ، فإنه من زلات العلماء التي لا
يجوز اقتفاؤها .
ثم استدركت فقلت : لعل المناوي يشير إلى مثل هذا الحديث الآتي عن عائشة ( رقم
257 ) و لكن هذا حديث آخر مخرجا و لفظا و معنى ، على أنه ضعيف السند جدا كما
سيأتي بيانه هناك .
المفضلات