"مجموعة أهم الأحداث" : في موضوع سابق عن "الرؤوس المتزلفة" ودورها السلبي في المجتمعات وخاصة في ميدان ومؤسسات العمل ومقدرة أصحابها الخارقة في قلب الأمور و على إظهار الحق باطل و الباطل حقا...
وبفضل رؤوسهم "المتزلفة" ، يصلون هؤلاء الأشخاص في زمن قياسي إلى مراتب ليسوا مؤهلين عمليا و أخلاقيا لها ، مما يشجعون من خلال ذالك الرداءة بأقبح صفاتها وألوانها ...
كما ذكر في الموضوع السابق ، المشار اليه ، مثال عن هؤلاء "المتزلفين" وكيف يزينون الأمور لرؤسائهم خدمة لأهدافهم وكيف ينهشونهم في أول فرصة تتاح لهم بعد ذالك. وذالك المثال المسرود سابقا يعتبر بسيطا مقارنة بأمثلة أخرى تعجز الأقلام بمختلف أشكالها على سردها بالكامل.
كمثال ذالك "المتزلف" ، ( كما قلت في السابق لا يهم الزمان والمكان و إنما العبرة) ، الذي ينتظر في كل صباح على السلالم وقت مرور رئيسه في العمل مرتب الأمور كأنها مصادفة، ليقول له "صباح الخير" يا سيدي ...
وفي إحدى المرات ذالك المسؤول كان متضايقا لسبب ما في نفسه ، وبمجرد أن ألقى عليه ذالك "المتزلف" التحية كالعادة ، شتمه شتما ، أو بالعامية ( غسله غسلا ذهابا و إيابا )... تظاهر ذالك "المتزلف" بأنه انهار عصبيا ، فعلق أحد الأشخاص كان حاضرا ، قائلا "أتركوه ، مثل هؤلاء لا ينهارون عصبيا لكنهم منهارون أخلاقيا"...
و كما ذكر سابقا ، رغم الانتصارات الباهرة التي يحققونها هؤلاء الرؤوس "المتزلفة" في حياتهم المهنية و الاجتماعية ،إلا أنهم لهم ليالي سقوط مدوية أكثر دويا من ليلة القبض على "رياء و سكينة " أو دوي "ليلة سقوط غرناطة" ، أو ليلة قطع الرؤوس "آل برامكة" في بغداد ...
تلك الليالي الحالكة "تشوط" فيها تلك الرؤوس على نيران حمراء وقودها دسائسهم و مكرهم و خبثهم وذنوب الأبرياء ، ضحايا تلك الدسائس التي قطعت الكثير من أرزاق أناس راحوا ضحية لتلك الرؤوس المفلسة أخلاقيا وإنسانيا... تلك الللية "تشوط" كرؤوس الخرفان أيام الأعياد والأفراح ...
وخير مثال على ذالك ، ما حدث مؤخرا في مصر و كيف مثل هذه "الرؤوس المتزلفة" كانت تنتقد في ثورة 25 يناير المصرية المباركة ، ومنهم من كان يحرض على الشباب المعتصم في الميدان التحرير وإبادته بالطيران وكل أنواع الأسلحة المتاحة عند الجيش المصري .
ومنهم من أتهم هؤلاء الشباب الأصيل الطاهر بالعمالة إلى جهات وينفذ أجندات أجنبية....الخ. وعندما نجحت هذه الثورة الشبابية لا مثيل لها عبر التاريخ الانساني و أزاحت عن صدور المصريين نظام كتم أنفاسهم لمدة ثلاثة عقود بالكمال و التمام ، عادوا هؤلاء يهللون لرحيل رأس النظام الذي كان يمدحونه ليلا و نهارا...
حمدان العربي الإدريسي
30.11.2010
المفضلات