عمان – عبدالله الرعود - اشتكى مواطنون لموقع ( الرأي الالكتروني ) امس الثلاثاء من معاناة كبيرة يواجهونها في مستشفيات القطاع الخاص، وأكدوا أن حالاتهم التي تستدعي الدخول الفوري لتلقي العلاج قُوبلت بالرفض من تلك المستشفيات التي تذرعت بعدم توفر الأسرة بسبب علاج المرضى الليبيين.
وانتقد المواطنون سياسة المستشفيات الخاصة " القائمة على أساس مادي بعيدا عن الإنسانية التي هي رسالة وهدف مهنة الطب النبيلة، وعن صحة المواطن الأردني وحقه في تلقي العلاج الذي يدفع ثمنه مسبقا ".
وكانت وزارة الصحة كشفت عن" عملية سمسرة " تمارس على المرضى الليبيين من طرفين، ليبي وأردني، يٌنقل من خلالها المرضى بمجرد وصولهم مطار الملكة علياء إلى مستشفيات معينة حددتها بثلاث أو أربع مستشفيات، بهدف التنفع المادي.
الثلاثيني محمد مواطن أردني يعمل في إحدى الشركات ويعاني من مرض السكري وله تامين صحي يضمن له الدخول إلى معظم مستشفيات القطاع الخاص، لم يتمكن على مدار ثلاثة أيام من محاولاته الحصول على دخول لتلقي العلاج.
وبين محمد انه وفي كل مره يتصل بها في طبيبه الخاص شارحا له حالته الصحية التي جعلته طريح الفراش، وحاجته الملحة لدخول المستشفى لتلقي العلاج اللازم، يكون جواب الطبيب : من الصعب جدا إدخالك الآن، المستشفيات لا يوجد فيها أسرة تسمح بدخولك.
محمد أضاف : قال لي الطبيب : لا تتعب نفسك، لن تحصل على دخول، لأنك سترقد في المستشفى لمدة طويلة وتدفع مبلغا تستطيع المستشفى أن تحصل على أضعافه من اي مريض ليبي .
وخصصت مستشفيات القطاع الخاص البالغ عددها 60، منها 41 مستشفى تابعا لجمعية المستشفيات الخاصة، 50 % من أسرتها للمرضى الليبيين، تاركة الـ 50% الأخرى مناصفة بين المرضى الأردنيين والجنسيات الأخرى.
سوء المعاملة وعدم الاهتمام بصحة المواطنين هما سياسة مستشفيات في القطاع الخاص كما قالت أم هاشم وهي تروي لموقع ( الرأي الالكتروني) المعاناة الكبيرة التي واجهتها عندما ذهبت للمراجعة مع ابنها المريض.
تقول أم هاشم : يعاني ابني من التهاب حاد في القصبات الهوائية ولم نستطيع إدخاله إلى إحدى المستشفيات الخاصة في عمان وبعد معاناة الامرين وبالواسطة وتدخل أناس كُثر ورؤوس كبيرة.
أم هاشم أضافت : اتضح لي ولكثير من المرضى المراجعين أن بعض المستشفيات الخاصة عبارة عن مؤسسات تجارية هدفها الربح المادي، مشيرة في الوقت عينه إلى المعاملة الحسنة التي كانت تجدها قبل انشغال تلك المستشفيات بالسياحة العلاجية، وقدوم المرضى الليبيين.
من جهته ربط رئيس جمعية المستشفيات الخاصة الدكتور نايل العدوان عدم إدخال المواطنين المرضى بالأعداد الكبيرة من المرضى الليبيين الذي يتلقون العلاج في المستشفيات التي وصلت نسبة الإشغال في كثير منها الى 100 % .
وأضاف العدوان أن المستشفيات الخاصة تخصص أعدادا معينة للمرضى المؤمنين في الشركات لا يجوز تجاوزها، وعندما تكون هذه الأسرة في حالة إشغال كاملة لا يستقبل أي مريض من تلك الشركات.
كانت جمعية المستشفيات الخاصة انتقدت في وقت سابق قرار وزارة الصحة بتوزيع المرضى الليبيين ممن يتلقون الرعاية الصحية في مستشفيات عمان ويتجاوز عددهم 20 ألفا، على محافظات الشمال والوسط والجنوب للتخفيف على متلقي العلاج في العاصمة واعتبرته " قرارا غير عملي بسبب عدم توفر الخدمات الطبية المطلوبة لعلاج هؤلاء المرضى خارج العاصمة عمان " .
واعتبرت المستشفيات الخاصة انها " لا تملك أي خيار آخر أمام توافد المئات من الجرحى الليبيين يوميا بحثا عن تلقي الرعاية الصحية.. وانه إنسانيا أو سياسيا لا يمكن رفض علاجهم " .
يشار الى ان اللجنة الصحية الليبية المعتمدة في الأردن سددت نحو 20 مليون دينار من فواتير علاج المرضى في المستشفيات الاردنية الخاصة من أصل 50 مليون دينار.
المفضلات