تابــــــــــــــع الوعد القرآني في سورة الأنفال
الأموال المعاصرة المرصودة لحرب الإسلام:
الكفار في كل زمان ومكان ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، وأوضح ما يكون هذا في هذه الأيام، حيث منح الله الكفار المعاصرين أموالاً طائلة، امتحاناً وابتلاءً لهم، ولكنهم استخدموا تلك الأموال في الفساد والإفساد، وفي الصد عن سبيل الله.
الدول الغريبة الغنية، وضعت الكثير من الخطط والبرامج لإفساد المسلمين، ونشر الانحلال بينهم، ولمحاربة الإسلام، والقضاء على جنوده ورجاله، ورصدوا لتلك الخطط والبرامج الميزانيات الضخمة، التي تُقَدَّر بعشرات المليارات من الدولارات، وقدموا لها ما استطاعوا من الطاقات والجهود، واستخدموا فيها ما قدروا عليه من الأسلحة، وحققوا بعض الإنجازات!.
لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم الكبير، في القضاء على الإسلام، والصد عن سبيل الله، ولن يتمكنوا من ذلك في المستقبل أيضاً!.
إن هذه الآية الكريمة تقدم لنا وعداً قرآنياً، بانتصار الإسلام في معركته مع الباطل، وبعدم نجاح الكفار في الصد عن سبيل الله، رغم إنفاقهم أموالهم الطائلة، وهذا الوعد القرآني يتحقق في كل جولة من جولات المواجهة بين الحق والباطل، وتتجلى فيه نتيجة كل خطة من خطط الكفار، وتؤول إليه كل ميزانية ضخمة من ميزانيات الكفار.
اسألوا الفرنسيين والإنكليز، عن مصير ميزانياتهم الضخمة لحرب الإسلام، والصد عن سبيل الله، واسألوا اليهود والأمريكان، عن مصير عشرات المليارات من الدولارات، التي رصدوها لحرب الإسلام والصد عن سبيل الله! وانظروا إلى قوة الإسلام الزاحف، وتمكنه من قلوب وحياة كثير من المسلمين الصالحين.
كلما نقف على خطة شيطانية كافرة لحرب الإسلام، نتذكر هذه الآية، وكلما نطلع على ميزانية ضخمة لتمويل تلك الخطة، نتذكر هذه الآية، ونعيش معناها، ونثق بالوعد القاطع المنجز الذي تقدمه: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ، لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).
* * *
وعود القرآن بالتمكين للإسلام
الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي
المفضلات