حكم زيادة (ومغفرته) أو (ورضوانه) فى السلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني وأخواتى الفاضلات يسعدنى أن أقدم لكم هذا البحث فى حكم زيادة (ومغفرته) (ورضوانه) فى السلام
كأن يقول(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه)
أولا: أحاديث تدل على جواز الزيادة
أخرج أبو داود من حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه بسند ضعيف نحو حديث عمران وزاد في اخره ثم جاء آخر فزاد ومغفرته فقال أربعون وقال هكذا تكون الفضائل.
وأخرج بن السني في كتابه بسند واه من حديث أنس قال كان رجل يمر فيقول السلام عليك يا رسول الله فيقول له وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه
وأخرج البيهقي في الشعب بسند ضعيف أيضا من حديث زيد بن أرقم كنا إذا سلم علينا النبي صلى الله عليه وسلم قلنا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته
قال ابن القيم:وأضعف من هذا الحديث الآخر عن أنس كان رجل يمر بالنبي* صلى الله عليه وسلم* يقول السلام عليك يا رسول الله فيقول له النبي* صلى الله عليه وسلم* وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه فقيل له يا رسول الله تسلم على هذا سلاما ما تسلمه على أحد من أصحابك فقال وما يمنعني من ذلك وهو ينصرف بأجر بضعة عشر رجلا وكان يرعى على أصحابه.* زاد المعاد: (2 /* 417 - 418)
ثانيا :احاديث تمنع من الزيادة
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه في قوله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد قال كنت عند ابن عباس إذ جاءه رجل فسلم عليهِ فقلت وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته فقال ابن عباس انته إلى ما انتهيت إليه الملائكةِ ثم تلا رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت.
* * *وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن عطاء قال كنت عند ابن عباس رضي الله عنهماِ فجاء سائلا فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته وصلواته فقال ابن عباس ما هذا السلامِ وغضب حتى احمرت وجنتاهِ إن الله حد للسلام حدا ثم انتهى ونهى عما وراء ذلكِ ثم قرأ رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد.
وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا قال له سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته فانتهره ابن عمر وقال حسبك إذا انتهيت إلى وبركاته إلى ما قال الله.
الدر المنثور : (4 / 453 -454)
وروى الازدي في الجامع قال :
أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب عن نافع أو غيره أن رجلا كان يلقى ابن عمر فيسلم عليه فيقول السلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته ومعافاته قال يكثر من هذا فقال له ابن عمر وعليك مئة مرة لئن عدت إلى هذا لأسوءنك
وروى الطبراني في معجمه قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا يحيى بن آدم ثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف قال زاد ربيع بن خيثم في التشهد بركاته ومغفرته فقال علقمة نقف حيث علمنا السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته . المعجم الكبير: (10 /52)
انا ابو بكر محمد بن احمد بن يوسف الصياد انا عمر بن جعفر بن سالم الختلي نا إبراهيم بن اسحق الحربي نا عبيد الله بن عائشة نا نوح بن قيس نا عون بن ابي شداد قال كان ابن عباس قاعدا فجاء رجل فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته فقال ابن عباس انتهوا إلى البركات فأنها تحية أهل البيت الصالحين. الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: (1 / 164)
ثالثا:شبهات والرد عليها
• ما ورد عن ابن عمر وابن عباس بأنهم يرون الزيادة فانه تبين من خلال النقل انه لم يثبت عنهم إلا خلافه، بل التشديد في المنع من الزيادة.
• وأما الاحتجاج بمجموع الروايات الضعيفة فانه لا حجة فيها لان جواب السلام عبادة مستقلة والأصل فيها التوقف إلا بدليل صحيح يعتمد عليه ويتقرب فيه العبد لربه ولم يرد في الزيادة شيء و إنما انتهى السلام إلى قوله صلى الله عليه وسلم عليكم السلام ورحمة الله وبركاته فنقف حيث وقف فهو احرص الناس على الأجر وزيادة الحسنات ولو كان هناك زيادة لشرعها لنا صلى الله عليه وسلم.
• وأما الاستدلال بقوله تعالى (فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فإنه لا يفهم منه الزيادة في الرد بغير الوارد بل يفهم منه انه إن سلم بسلام كامل يرد عليه، وان سلم بسلام للراد فيه مجال الزيادة بالوارد؛ أو الرد فهو بالخيار، وليس له أن ينقص في الرد.
واليك تفسير ابن كثير للاية
لقول الله تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً [النساء:86].
وقد نص أهل العلم على فضل الزيادة في رد التحية، على نحو ما رواه ابن أبي حاتم عن سلمان الفارسي قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال: وعليك السلام ورحمة الله، ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثم جاء آخر فقال السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال له: وعليك، فقال له الرجل: يا نبي الله بأبي أنت وأمي أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي، فقال إنك لم تدع لنا شيئاً، قال الله تعالى: وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً فرددناها عليك.
قال ابن كثير في تفسيره بعد أن ذكر هذا الحديث: وفي هذا دلالة على أنه لا زيادة في السلام على هذه الصفة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إذ لو شرع أكثر من ذلك لزاده رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتهى.
ومن هذا يتبين أن زيادة الكلمتين في آخر التحية بدعة، وهما: ومغفرته ورضوانه، وذلك لما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد. متفق عليه.
وقد ضعف ابن القيم الحديث في "زاد المعاد" (2/381)
والألباني في ضعيف أبي داود (5196)
وقد كان الشيخ الألباني يصحح الحديث برهة من الزمن
ثم تراجع عن تصحيح الحديث أنظر : ضعيف أبي داود 5196
منقول للفائدة بتصرف يسير .
....
المفضلات