بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
" استشفوا بما حمد الله به نفسه قبل أن يحمده خلقه ، و بما مدح الله به نفسه :
*( الحمد لله )* ، و *( قل هو الله أحد )* ، فمن لم يشفه القرآن فلا
شفاه الله " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 283 ) :
ضعيف جدا .
رواه أبو محمد الخلال في " فضائل قل هو الله أحد " ( 198 / 2 ) حدثنا أحمد بن
عروة الكاتب أنبأنا عبد الله بن محمد بن سعيد الجمال حدثنا يزيد بن عمرو بن
البراء أبو سفيان الشوف حدثنا أحمد بن الحارث الغساني حدثنا ساكنة بنت الجعد
قالت : سمعت رجاء الغنوي يقول : فذكره ، رواه الواحدي في " تفسيره " ( 2 /
185 / 2 ) من طريق آخر عن أحمد بن الحارث الغساني ، مقتصرا على الجملة الأخيرة
منه، و كذا أخرجه الثعلبي كما في " تخريج أحاديث الكشاف " للحافظ ابن حجر
( ص 103 رقم 304 ) .
قلت : و ابن الحارث هذا قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل "
( 1 / 1 / 47 ) : سألت أبي عنه فقال : متروك الحديث ، و قال النسائي : منكر
الحديث ، و قال البخاري و الدولابي : فيه نظر ، و قال العقيلي : له مناكير لا
يتابع عليها ، قال : و لا يعرف لرجاء الغنوي رواية ، و لا صحت له صحبة ،
و أورده السيوطي في " الجامع " برواية ابن قانع عن رجاء الغنوي ، قال المناوي
في شرحه : و قد أشار الذهبي في " تاريخ الصحابة " إلى عدم صحة هذا الخبر فقال
في ترجمة رجاء هذا : له صحبة ، نزل البصرة ، و له حديث لا يصح في فضل القرآن ،
انتهى بنصه .
و هذا الحديث يوحي بترك المعالجة بالأدوية المادية و الاعتماد فيها على تلاوة
القرآن و هذا شيء لا يتفق في قليل و لا كثير مع سنته صلى الله عليه وسلم
القولية و الفعلية ، فقد تعالج صلى الله عليه وسلم بالأدوية المادية مرارا ،
و أمر بذلك فقال : يا عباد الله تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا و أنزل له
دواء " ، أخرجه الحاكم بسند صحيح ، و هو مخرج في " غاية المرام " ( 292 ) عن
جمع من الصحابة نحوه .
المفضلات