عمّان- صلاح العبّادي وكايد المجالي - نفذ آلاف من المعلمين والمعلمات اعتصاماً ظهر امس امام رئاسة الوزراء تحت عنوان «مئوية المعلم» للمطالبة بعلاوة التعليم؛ إذ اعلنوا على اثرها اضرابا مفتوحا عن التدريس.
المعلمون وفدوا من مناطق مختلفة في خطوة تصعيدية لاحتجاجهم الرافض، لعدم منحهم علاوة المهنة المتمثلة في نسبة الـ100% العام الحالي ورفعوا خلال الاعتصام الذي دعت اليه اللجنة الوطنية لنقابة المعلمين شعارات طالبت الحكومة منح المعلمين علاوة التعليم بالنسبة المقررة في السابق، خلافا للنسبة التي اقرتها الحكومة والمتمثلة 60-70 %، التي رفضها المعلمون.
كما اكدوا أهمية اعادة الاعتبار لكرامة المعلمين اثر تصريحات رسمية اشارت إلى استعانة وزارة التربية والتعليم بكوادر بدلاً من المعلمين.
واعتبر المعتصمون ان هذه الوقفة تاتي بهدف ايصال رسالة واضحة للحكومة مفادها انه لا يجوز ان تبقى متجاهلة مطالب المعلمين، مشيرين الى ان اقرار علاوة التعليم من قبل الحكومة هي السبيل الوحيد لفك الاضراب.
الاعتصام لم يخل من «مشاركين» ليسوا من المعلمين، وانما تواجدوا فيه «من باب حرصهم على التواجد في مناسبات مختلفة» كما رصدتهم عدسات «الرأي» التي تواجدت في المكان.
وفي حديث لـ»الرأي» اكد المعلم الدكتور فراس الشياب حرصه كغيره من المعلمين تعويض الطلبة عن الايام الدراسية التي يشملها الاضراب، لافتاً إلى أنه يعامل الطلبة كابنائه السبعة الذين يلتحقون في صفوف مختلفة.
واعتبر المعلم منصور الوحش ان مهنة المعلم لها رسالتها الخاصة، خصوصاً وأنها مهنة تحظى باحترام وتقدير الجميع، لافتاً إلى أهمية توفير الراحة النفسية للمعلمين؛ لتمكينهم من اداء دورهم على اكمل وجه.
واعتبر ان الاضراب يأتي للمطالبة في حقهم، الذي يقابله واجبات يقوم بها على اكمل وجه في تدريس الطلبة.
وطالب المعلم وصفي بعيرات الحكومة النظر إلى علاوة المعلم، لافتاً إلى أنه يرفض ارسال اولاده الخمسة إلى المدرسة، في الوقت الذي يلتزم هو في الاضراب عن العمل حتى تحقيق المطالب.
ولفت المعلم ضامن العياصرة إلى أهمية دور المعلم في تنشئة الاجيال المتعاقبة، مشيراً إلى أن «الهيكلة» لم تحقق العدالة للمعلم.
ووصف المعلم عبادة الحمايدة الاعتصام بـ«الشر الذي لا بد منه»، مشيراً إلى أنه يمتنع عن التدريس في الوقت الذي يعتصر فيه الماً على الطلبة من شدة حرصه على مصلحتهم، في الوقت الذي اكد فيه حرصه على تعويض الطلبة عن الايام التي تتعطل عليهم جراء الاضراب.
ودعا المعلم محمد ابو جرار الحكومة اعادة العلاوة للمعلمين، كونها «جاءت مكرمة من جلالة الملك عبد الله الثاني».
وقالت المعلمة رسمية العمري «إن وجود نقابة للمعلمين هو الامر الذي شجعني للمشاركة في الاضراب ولولاها لم اضرب».
ونفت المعلمة ماجدة الحراسيس أن تكون قضيتها في الاضراب علاوة الـ30%، مشيرة إلى أن الامر يرتكز في جوهره على اعادة الاعتبار للمعلم الذي طالته اتهامات بحرصه على الجانب المادي واغفال مصلحة الطلبة.
ورأت المعلمة فائدة النجداوي أن التصريحات الرسمية المشيرة إلى الاستعانة بكوادر من خارج التربية في التدريس كانت مستفزة للمعلمين.
وكان لافتاً للانتباه في الاعتصام أن معلمة تصدرت مشهد الهتاف، وهي «تمسك المايكرفون» والمعلمون يرددون من ورائها، كما أن مجموعات أخرى اخذت تهتف بشكل منفصل، وهو الامر الذي دفع احد المعلمين للطلب من المعتصمين التوحد في الاعتصام.
وهتفوا بشعارات جاء فيها: «هون اربط على الدوار حتى يطلع القرار»، «يا معلم يا مغوار انت اليوم نار نار»، «يا استاذ يا زميلي الوزير كان تلميذي».
وطالب احد المتحدثين اثناء الاعتصام الحكومة؛ تسمية الدوار الرابع بـ«دوار المعلمين» نسبة للاعتصام الذي نفذ فيه، كما وجه عدد من المتحدثين الشكر للاجهزة الامنية وقوات الدرك المتواجدة في مكان الاعتصام، في اطار حرصها على توفير الامن والحماية لهم.
يذكر ان الحكومة اقرت رفع علاوة التعليم من 70 % إلى 100 % للفئة الأولى، وبواقع صرف 10% سنويا اعتبارا من بداية العام الحالي.
كما تضمن قرار مجلس الوزراء رفع علاوة التعليم للفئة الثانية بنسبة 45% تصرف على ثلاث سنوات، وبواقع 15% سنويا.
المفضلات