بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
" أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا و الآخرة " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 266 ) :
موضوع .
أخرجه الحاكم ( 4 / 322 ) و البيهقي في " السنن " ( 7 / 13 ) و الطبراني في
" الأوسط " ( 2 / 294 / 1 9423 ) من طريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن
أبي مالك الدمشقي عن أبيه عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري مرفوعا .
و قال الطبراني : لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد تفرد به خالد .
قلت : و هو ضعيف متهم و لكنه لم يتفرد به كما يأتي قريبا .
و قال الحاكم : صحيح الإسناد ، و وافقه الذهبي .
قلت : و هذا من أوهامهما الفاحشة ، فإن خالدا هذا قال أحمد : ليس بشيء ، و قال
ابن أبي الحواري : سمعت ابن معين يقول : بالشام كتاب ينبغي أن يدفن كتاب الديات
لخالد بن يزيد بن أبي مالك ، لم يرض أن يكذب على أبيه حتى كذب على الصحابة قال
أحمد بن أبي الحواري : سمعت هذا الكتاب عن خالد ثم أعطيته للعطار ، فأعطى للناس
فيه حوائج ! ذكره الذهبي في " الميزان " ، و قال ابن أبي حاتم في
" الجرح و التعديل " ( 1 / 2 / 359 ) : سئل أبي عن خالد هذا ؟ فقال : يروي
أحاديث مناكير .
و للحديث طريق ثان ، فقال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 278 ) : و سمعت أبي
و حدثنا عن حرملة عن ابن وهب عن الماضي بن محمد الغافقي أبي مسعود عن هشام عن
الحسن عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به ، قال أبي : هذا حديث باطل ، و ماضى لا
أعرفه ، و ذكر نحوه في " الجرح و التعديل " ( 4 / 1 / 242 ) و أقره الذهبي في
" الميزان " و قال : لم يرو عنه غير ابن وهب ، قال ابن عدي : منكر الحديث ،
و رواه أبو سعيد بن الأعرابي في " المعجم " ( 99 / 1 / 2 ) و الطبراني في
" الأوسط " ( 1 / 102 / 2 / 2085 ) من طريقين آخرين عن ابن وهب قال : أخبرني
الماضي بن محمد عن هشام بن حسام عن الحسن عن أبي سلمة عن أبي سعيد به .
و أعله الهيثمي ( 10 / 267 ) بشيخ الطبراني أحمد بن طاهر ، و هو كذاب و قلده
المعلق على " الأوسط " ( 2 / 528 ) و هو متابع كما ترى و إنما علته الماضي كما
عرفت ، و قد أخرجه ابن عدي أيضا عنه ( 6 / 432 ) و أعله به .و له طريق ثالث سوف
يأتي بلفظ : " اللهم توفني إليك فقيرا ... " ، و رابع أخرجه القضاعي ( 94 / 1 )
عن محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه عن عطاء به .
و هذا سند واه من أجل يزيد بن سنان ، و ابنه محمد ، و هو أشد ضعفا من أبيه .
ثم وجدت له شاهدا لكنه مما لا يفرح به ، يرويه أحمد بن إبراهيم المزني : حدثنا
محمد بن كثير حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ : " ألا
أخبركم بأشقى الأشقياء .... " الحديث ، و هو لفظ ابن عدي عن الماضي .
أخرجه ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 144 ) و من طريقه ابن الجوزي في " العلل "
( 2 / 325 ) و قال : لا يصح ، قال ابن حبان : كان المزني يضع الحديث على الثقات
وضعا .
قلت : فهو بكتاب ابن الجوزي الآخر " الموضوعات " أولى ، و له من مثله الشيء
الكثير ، كما أنه يورد في هذا ما هو بـ " العلل " أولى ، كما هو معروف عند
العلماء .
و الحديث أورده السيوطي في " الجامع " من رواية الطبراني ، ثم تكلم عليه
المناوي بما نقله عن الهيثمي ، و ذكرت بعض كلامه آنفا ، ثم قال المناوي :
و من العجب العجاب أنه رمز لصحته لكن الحديث كله مضروب عليه في مسودة المصنف ،
و أما قوله في " التيسير " و هو حسن لا صحيح خلافا للمؤلف و لا ضعيف خلافا
لبعضهم فهو مما لا يساعد عليه شدة ضعف طرقه مع إبطال أبي حاتم إياه ، و من
أحاديث هذا الماضي .
المفضلات