بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
" إياكم و الزنا فإن في الزنا ست خصال ، ثلاث في الدنيا و ثلاث في الآخرة ،
فأما اللواتي في دار الدنيا فذهاب نور الوجه ، و انقطاع الرزق ، و سرعة الفناء
و أما اللواتي في الآخرة فغضب الرب ، و سوء الحساب ، و الخلود في النار إلا أن
يشاء الله " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 271 ) :
موضوع .
أخرجه الخطيب ( 12 / 493 ) و عنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 107 ) من
طريق كعب بن عمرو بن جعفر البلخي إملاء ، حدثنا أبو جابر عرس بن فهد الموصلي في
الموصل : حدثنا الحسن بن عرفة العبدي : حدثني يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن
أنس مرفوعا ، و قال الخطيب و تبعه ابن الجوزي : رجال إسناد هذا الحديث ثقات
سوى كعب و كان غير ثقة ، ثم روى عن محمد بن أبي الفوارس أنه قال : كان سيء
الحال في الحديث ، و عن العتيقي قال : فيه تساهل في الحديث .
و الحديث رواه من هذا الوجه الواحدي في " تفسيره " ( ق 155 / 1 ) ، و تعقب
ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 191 ) بقوله : قلت : و له طريق آخر
واه أخرجه أبو نعيم : حدثنا أبو بكر المفيد حدثنا أبو الدنيا الأشج عن علي بن
أبي طالب رفعه ، والله أعلم .
قلت : لم يخجل السيوطي عفا الله عنا و عنه من أن يستشهد بهذا الإسناد الباطل
فإن أبا الدنيا هذا كذاب أفاك لا يخفى حاله على السيوطي ، فقد ترجمه الذهبي في
" الميزان " فقال : كذاب طرقي ، كان بعد الثلاث مئة ادعى السماع من علي بن
أبي طالب و اسمه عثمان بن خطاب أبو عمرو ، حدث عنه محمد بن أحمد المفيد بأحاديث
و أكثرها متون معروفة ملصوقة بعلي بن أبي طالب ... و ما يعني برواية هذا الضرب
و يفرح بعلوها إلا الجهلة ، و قال في ترجمته من الأسماء : طير طرأ على أهل
بغداد ، و حدث بقلة حياء بعد الثلاث مئة عن علي بن أبي طالب فافتضح بذلك و كذبه
النقادون .
فإذا كان السيوطي لا يحكم بوضع حديث يرويه مثل هذا الرجل البين كذبه ، فهو دليل
واضح على مبلغ تساهله في حكمه على الأحاديث ، فاعلم هذا و لا تنسه يفدك ذكرك
إياه في مواطن النزاع .
المفضلات