بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
" عليكم بلباس الصوف تجدوا حلاوة الإيمان في قلوبكم ، و عليكم بلباس الصوف
تجدوا قلة الأكل ، و عليكم بلباس الصوف تعرفون به في الآخرة ، و إن لباس الصوف
يورث القلب التفكر ، و التفكر يورث الحكمة ، و الحكمة تجري في الجوف مجرى الدم
فمن كثر تفكره قل طعمه ، و كل لسانه ، و رق قلبه ، و من قل تفكره كثر طعمه ،
و عظم بدنه ، و قسا قلبه ، و القلب القاسي بعيد من الجنة ، قريب من النار " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 206 ) :
موضوع .
رواه أبو بكر بن النقور في " الفوائد " ( 1 / 147 - 148 ) و ابن بشران في
" الأمالي " ( 2 / 9 / 1 ) و الديلمي في " مسند الفردوس " ( 2 / 281 ) و ابن
الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 48 ) من طريق الخطيب عن محمد بن يونس الكديمي ،
حدثنا عبد الله بن داود الواسطي التمار حدثنا إسماعيل بن عياش عن ثور بن يزيد
عن خالد بن معدان عن أبي أمامة مرفوعا به ، ثم قال ابن النقور : غريب ،
تفرد به عبد الله بن داود الواسطي التمار و فيه نظر ، و عنه الكديمى ، و قال
ابن الجوزي : لا يصح ، الكديمي يضع ، و شيخه لا يحتج به .
و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 264 ) إلا أنه بين أن في الحديث إدراجا
فقال : قلت : قال البيهقي في شعب الإيمان : أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ( هو
الحاكم صاحب المستدرك ) أنبأنا أبو بكر الفقيه ، أنبأنا محمد بن يونس - قلت :
فساق إسناده مثلما تقدم مقتصرا من المتن على قوله : " عليكم بلباس الصوف تجدوا
حلاوة الإيمان " - قال البيهقي : و أنبأنا أبو عبد الرحمن - قلت : فساق إسناده
إلى الكديمي مثله ، و زاد في الحديث متنا منكرا ، فضربت عليه و هو قوله :
" عليكم بلباس الصوف تجدون قلة الأكل إلخ ... " الحديث ، و يشبه أن يكون من
كلام بعض الرواة فألحق بالحديث ، والله أعلم .
و في العبارة تشويش يوضحها ما في " فيض القدير " : قال البيهقي : و هذه زيادة
منكرة ، و يشبه كونها من كلام .. ، ثم وجدت العبارة قد نقلها السيوطي في
" المدرج إلى المدرج " ( 64 / 2 ) علي الصواب ، فقال ما نصه : أخرجه البيهقي في
" شعب الإيمان " ، و قال : إن المرفوع منه " عليكم بلباس الصوف تجدون حلاوة
الإيمان في قلوبكم " فقط ، و الباقي زيادة منكرة ، قال : و يشبه ... .
قلت : و هذا هو مستند السيوطي في اقتصاره في " الجامع الصغير " على الشطر الأول
من الحديث عازيا له للحاكم و البيهقي ، و ماذا يفيده هذا ما دام المزيد عليه ،
كالمزيد كلاهما من طريق محمد بن يونس الوضاع ؟ ! و قال ابن حبان : لعله وضع
أكثر من ألفي حديث !
ثم رأيته في " المستدرك " ( 1 / 28 ) من هذا الوجه مقتصرا على الجملة الأولى
منه أورده شاهدا ، و قال الذهبي : طريق ضعيف .
لكن أخرجه الديلمي أيضا من طريق عبد الرحمن بن محمد المروزي حدثنا أحمد بن
عبد الله حدثنا أخي محمد عن إسماعيل بن عياش به نحوه .
قلت : و المروزي هذا الظاهر أنه ابن حبيب الحبيبي المروزي ، قال في " اللسان "
قال الدارقطني : يحدث بنسخ و أحاديث مناكير ، و أحمد بن عبد الله أظنه
الجويباري الكذاب المشهور ، و أخوه محمد أرى أنه الذي في " اللسان " : محمد بن
عبد الله الجويباري عن مالك ، قال الخطيب : مجهول .
المفضلات