"دافوس"
(الصورة منقولة من موقع بي.بي.سي)
"مجموعة أهم الأحداث" : أكبر سؤال مطروح هو هل مازال هناك مستقبلا للرأسمالية ، وهذا ما يحاول المشاركون في منتدى "منتجع دافوس" السويسري الشديد البرودة البحث و الإجابة عنه . وعلى حسب ما نقلته "شبكة بي.بي.سي" ، بتاريخ الرابع و العشرين من الشهر الجاري ، 2600 من أقوى أثرياء العالم سيضعون هذا السؤال على جدول أعمالهم لقاء 2012 . احد هؤلاء هو جون "غريفيثس جونز" ، رئيس مجلس إدارة عمليات عملاق المحاسبة KPMG" " والذي يتساءل "هل ما زالت الرأسمالية تعمل؟ هل سنشهد نموا في المستقبل؟...
و يتحدث "جونز" عن الحاجة إلى ابتكار "مفهوم جديد للرأسمالية المسؤولة"، وهو يخشى من انه حتى لو تمكن المشاركون في منتدى دافوس من الوصول إلى اتفاق حول هذه المواضيع الشائكة، لن يكون هذه الاتفاق واضحا بالنسبة للسواد الأعظم من البشر في شتى أرجاء المعمورة. أما "كارل شواب"، مؤسس المنتدى ومحركه الرئيسي، فقد كان أكثر صراحة، إذ قال "الرأسمالية بشكلها الحالي غير ملائمة لعالمنا المعاصر."..
"في المقابل ، المحتجون المناهضون للرأسمالية توافدوا على" دافوس" و قضوا عطلة نهاية الأسبوع الماضي في بناء بيوت من الثلج كجزء من نشاطهم الاحتجاجي الموسوم وشعارهم "احتلوا المنتدى الاقتصادي."..
وقد سبق هؤلاء الرئيس الفرنسي ، نيكولاس ساركوزي ، في خطاب ألقاه عام 2008 موجها للشعب الفرنسي حول الأزمة الاقتصادية التي عصفت بأسس الرأسمالية مطالبا بإعادة صياغة مفهوم الرأسمالية والتي تم التلاعب بمفهومها وأسسها ، على حسب تعبيره.
وقد غازل الرئيس ساركوزي في ذالك الخطاب الاشتراكية عندما قال " السوق الذي كان دائما على حق ،قد أتنهى" ! ... . بمعنى قاعدة "اتركه يعمل أتركه يمر " ، والتي تحولت فيما بعد إلى "اتركه يمر اتركه ينهب" انتهت...
رغم أن كل الأزمات وما تحمله من متاعب على طبقات واسعة من المجتمعات تبقى طبقات الأغنياء والأثرياء في منأى عنها . وبعد كل أزمة تبين بيانات لمصادر مختصة في متابعة خطى هؤلاء الأثرياء أنهم يزدادون ثراء بعد كل عاصمة لأزمة اقتصادية من العيار الثقيل.
فمثلا ، تقول تلك البيانات بعد الأزمة العالمية الأخيرة ، أثرياء العالم زادوا ثراء واستعادوا تقريبا كل الخسائر الناجمة عن الأزمة المالية التي بلغت أسوأ درجاتها عام 2008 . بمعنى "الرأسماليون" لهم قابلية التأقلم مع الوضع ويعرفون كيف يتجنبون رياح العواصف بل ويحولون تلك الرياح العاصفة إلى طاقة دفع مركباتهم الشراعية لتجنب الأمواج العاتية.
أكثر من ذالك ، لا يجدون حرجا في اللجوء للقوانين الاشتراكية التي كانوا و ما زالوا يحاربونها بقسوة معتبرين إياها سبب مصائب العالم ، لإنقاذهم من الإفلاس ، كما حصل في الأزمة المالية الأخيرة وأصبحت الدول تدعم بالأموال العامة المؤسسات المفلسة.... وقد يرى البعض ذالك تسولا على أبواب الاشتراكية.
المفضلات