السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعمة الأبناء
اليوم فكرت فى موضوع هو موضوع الأبناء و كيف أنها نعمة قد لا يشعر البعض بقيمتها و دورها فى إعطاء معنى كبيراً للحياة.
أحيانا نصاب بما يسمى الزهد فيما عندنا من نعم و ننظر إليها من باب التعود و إنها قائمة بالفعل فى حياتنا اليومية
فلا نلقى لها بالاً أو ننسى أن نحمد الله عليها و ننسى نتخيل كيف تكون الحياة بدون هذه النعمة الجليلة التي قد يفقد البعض حلاوه الاستمتاع بها منكونه لم يتعب كثيراً في الحصول عليها او أن الكثير من الناس يمتلكونها و ليس وحده
لا إن نعمة الأبناء ليست كأي نعمة قد يوجد الكثير من النعم التى تستحق الشكر و الحمد لله و السعاده بها كالصحة مثلاً
و لكن نعمه الأبناء نعمة مستجدة من النعم التى يمن الله علينا بها فى سن معينة و بعد اشكال اجتماعية لابد منها للحصول على هذه النعمة و بالتالي اقترنت فى أذهاننا بالزواج يعني أبناء تعني زواج و لم نلتفت الى هذه النعمة بذاتها إلا فى حالات الزواج التى لم ينعم على أصحابها بالأبناء و هؤلاء يقدرون هذه النعمة أكثر من أي شيء آخر , على سبيل ذلك
أنه مستعد أن يضحي بماله و لو كثر فى سبيل أن يرزقه الله البنين أو تضحي الزوجة بصحتها فى سبيل ذلك ولو تطلب
إجراء عملية خطيرة أو كانت معرضة حتى للموت و من أمثلة ذلك النساء الكبار فى السن واللاتى لم تنجب من قبل .
و لكن فى حاله أن ترزق بحمل و لو فى سن كبيره ترفض نصيحه الأطباء فى خطوره هذا الحمل و تجازف بحياتها
فى سبيل الحصول على الأبناء .
من هنا أجد نعمة لم يتذوق الإنسان أجمل منها سواء كان فى بروج مشيدة و الدنيا تحت قدميه و لكنه لا يشعر يسعادة . مثل السعاده التى يهبها أول طفل فى حياه الانسان ربما لأن الإنسان بطبيعته قد خلق ليعيش من أجل هدف ما بعد عبادة الله ولولا الابن فى حياة الفرد تزداد رغبته فى انقضاء أجله و عدم رؤية المستقبل لأنه يعني بالنسبة له نهايته
أما الذرية فتقربه من التمسك بالحياة و التغلب على مصاعبها و تحمل مشقاتها من أجل الابن او الابنة بل مستعد أن يضحي بحياته نفسها من أجلهم.
و حب الأبناء غريزة لا يستطيع أحد أن يتخلص منها أو يعوضها في شيء آخر كأن يحب أحد آخر بنفس الدرجة فهذا شيء صعب لأن الحب الأبوي صنعة الله تعالى بداخلنا ليس اكتسبناه أو تعودنا عليه وتدربنا.
و يماثلنا فى ذلك الأنبياء أنفسهم فنتذكر سيدنا نوح حينما قال لربه إن ابني من أهلي وهو يتوسل الى الله أن يرحمه ويهديه و ينقذه فيما معناه ذلك
وسيدنا المصطفى – صلى الله عليه وسلم - حينما بكى على موت ابنه إبراهيم
وأيضاً ابتلى الله سيدنا إبراهيم أشد ابتلاء حينما أمره بذبح ابنه اسماعيل و على قدر الإيمان كان البلاء.
قد يسأل البعض ما هو المقصود من هذا الكلام المقصود هو التأمل و النظر فيما حولنا من نعم قد تعودنا على وجودها
كأمر طبيعى و عدم شكر الله عليها و عدم الاستمتاع بلذتها فاذا كنت ممن يشكون الأبناء و دوشة الأبناء و الشكوى للقريب والبعيد منهم و التذمر من كثره مطالبهم و عدم الحصول على راحه بسببهم و من اللاتى يلجأن للقريب و البعيد كي يريحكِ منهم لبعض الوقت و أنا شخصياً أعرف الكثيرات مثل هذا , أو كان زوجك من الأزواج دائم التذمر من بكاء الأطفال أو لعبهم أو عدم اهتمامك به من أجلهم لكل هؤلاء أقول
أحمد الله على نعمه الأبناء و هذا ليس بلسانك فقط وقولك الحمد لله و إنما بأداء حقها وعدم الشكوى و الضيق من تصرفاتهم و لو كانوا كبارا وضقت ذرعا بأخطائهم فقد كنا صغارا و ربما كنا ملائكة و لكن ليس معنى ذلك أنهم شياطين
لابد دائما من التفكر بما ننعم به و إذا رأيت العذاب كما يقول البعض فهل تقبل أنك لم تكن لترزق به من الأصل .
أم تدعو الله أن يرزقه الهداية.
و أنتِ أيتها الأم هل فكرتِ كيف تكونين بدون أبنائك الذين تشتكين تصرفاتهم و تملين بكاءهم وتسرعين للتعصب عليهم عند ارتكاب الخطأ و أحيانا ضربهم .......
سنقول إننانحبهم و نندم على ذلك لا لو شعرت بقيمتهم حقاً ما تحملت أن تنفسي غضبك فى طفلك الصغير و لوكان مخطأ
وإلى الأم التي رزقها الله البنت و تبكي أنها لم يرزقها الله الولد و تدعي أنها تخشى زعل زوجها و تتمناه له هل فكرت لو
لم تكن معك بناتك كيف ستشعرين أو هل تتحملين فراق إحداهن ؟؟؟؟؟
تعالوا بنا نتفكر فى هذه النعمة التي بين أيدينا و نحمد الله عليها بالقول و العمل و لا ننتظر لاقدر الله ما يسؤهم حتى نشعر بقيمتهم أو بعدهم عنا و لا ننسى أن ندعو لكل من حولنا ممن لم يرزقهم الله بهذه النعمة أن يرزقهم الله بها .
و أن يحفظ أبناءنا و يمتعنا بهم و يهديهم الله لما يحب و يرضى و ليس الأبناء الطيبون هم فقط أبناؤنا و ليس الأبناء الذين يحصلون العلم بتفوق هم فقط أبناؤنا أو البنين فقط هم نعمة الإنجاب كلهم أبناؤنا والحمد لله على كل نعمه.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الدراوشه
المفضلات