النوم اثناء قيادة السيارة
أنقل اليكم أحبائي هذا الموضوع الهام وذلك لاننا كثيراً ما نقوم بقيادة السيارة وغيرنا ونحن نشعر وبالتأكيد اننا بحاجة الى قسط من النوم وذلك لاننا أجهدنا انفسنا ولم نأخذ الوقت الكافي لراحة اجسادنا وحاجته الى قسط وافر من النوم , وكثيراً ما نشاهد حوادث على الطرق الخارجية بين الدول العربية لمواطنين فقدوا ارواحهم وغيرهم بسبب نومهم اثناء مسيرتهم بسيارة هم يقودونها ... ما هي الا غفوة ..
وقدمت لنا / الملازم المهندسة فرح الجلامده من مديرية الامن العام / أدارة الترخيص / قسم السير
هذه الدراسة والبحث عن النوم اثناء القيادة ... أسبابها ونتائجها
النوم نعمة عظيمة من نعم الله عز و جل وهو عملية فسيولوجية معقدة يمر بها الإنسان يومياً لكي يستعيد الجسم نشاطه ويستعيد الذهن يقظته وتركيزه. وعلى الرغم من أن هذه العملية تحدث يومياً إلا أن الكثير لا يدركون أو يتجاهلون أهميتها مما ينعكس سلباً على صحة الإنسان وعلى الكثير من أموره الحياتية
وقد أثبتت الأبحاث العلمية التجريبية أن النوم غير الطبيعي الناجم عن نقص عدد ساعات النوم يؤدي إلى زيادة النعاس ونقص التركيز والبطء في ردة الفعل للعوارض المفاجئة وهو أمر يدركه أكثر الناس.
ومن مضاعفات اضطرابات النوم الخطيرة، زيادة حوادث السيارات الناجم عن نوم السائقين
من أسباب زيادة النعاس التي قد تؤدي إلى نوم السائق خلف عجلة القيادة، عدم الحصول على ساعات نوم كافية أثناء الليل وهو سبب شائع يتعلق بنمط حياة الشخص وظروف عمله. ونقص النوم أصبح مشكلة عالمية بسبب التغيرات التي صاحبت المدنية الحديثة .
ومن المهم أن ندرك أن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، وكل إنسان يعرف عدد الساعات التي يحتاجها ليكون نشيطاً في اليوم التالي
وهناك عدد من اضطرابات النوم العضوية التي تسبب زيادة النعاس مثل الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم ومرض نوبات النعاس ( النوم القهري). ويعتبر النوم أثناء القيادة مشكلة شائعة ذات مضاعفات خطيرة وقاتلة . فقد أظهر استفتاء أجري في الولايات المتحدة أن % 51 من السائقين يستمرون في قيادة سيارتهم حتى عند شعورهم بالنعاس الشديد واعترف مليونا سائق أنهم ناموا خلال قيادة السيارة مما نتج عنه حوادث.
وأظهر استفتاء آخر أجري في بريطانيا أن % 11 من السائقين أقروا بنومهم على الأقل مرة واحدة خلال القيادة. وأظهرت دراسة أجرتها اللجنة الوطنية لاضطرابات النوم في الولايات المتحدة أن النعاس خلال القيادة كان أحد المسببات لـ % 36 من الحوادث الميتة في حين أظهر تقرير نشرته إدارة النقل والبيئة في بريطانيا أن % 20 من الحوادث الميتة والخطيرة نتجت عن النعاس خلال القيادة. وأظهر الاستبيان أن خمس السائقين فقط يوقفون سياراتهم للحصول على غفوة عند شعورهم بالنعاس الشديد.
وقد وجد الباحثون في الولايات المتحدة أن واحداً من كل 30 سائقاً على الطرق الطويلة يشعر بنعاس شديد أثناء القيادة . كما أظهرت إحصاءات الإدارة الوطنية للمرور والأمن في الولايات المتحدة أن نعاس السائقين خلال القيادة يعتبر السبب الرئيس لأكثر من 100 ألف حادث سنوياً.
وحدوث النوم والنعاس يصل إلى أعلى نسبة له عند السائقين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 29-18 سنة وهذه الفئة العمرية عادة ما يكون التزامها بالأنظمة المرورية ضعيفاً مما يزيد الأمر سوءاً.
وسبب زيادة النعاس لدى هذه الفئة العمرية ناجم عن السهر لساعات متأخرة ليلاً والالتزام بمواعيد مبكرة نهاراً، كما أن هذه الفئة تتضمن الطلاب الجامعيين والذين قد يسهرون لساعات متأخرة للمذاكرة، أو الشباب الذين يسهرون لمشاهد التلفزيون أو لمتابعة الانترنت و غيرها.
كما أن نقص النوم يؤدي إلى حدة الطبع وسرعة الغضب مما قد ينجم عنه السرعة الزائدة وعدم التعاون مع السائقين الآخرين وهذا يزيد من احتمالات وقوع الحوادث . وقد أظهرت الإحصاءات أن نسبة الحوادث الناجمة عن النعاس تزداد بين منتصف الليل والساعة السادسة صباحاً
وبالإضافة لما سبق فإن بعص السائقين ينام خلف مقود السيارة بصورة متكررة حتى لو حصل على ساعات نوم كافية كما أنه قد ينام في أوضاع كثيرة غير مناسبة للنوم كالنوم أثناء القراءة أو أثناء مشاهدة التلفاز وفي بعض الأحيان قد ينام المصاب في الأماكن العامة أو في العمل.
والذين تنطبق عليهم هذه الصفات يكونون في الغالب مصابين بأحد اضطرابات النوم التي تسبب زيادة النعاس كالشخير وتوقف التنفس أثناء النوم وهي مشكلة طبية معروفة تحدث نتيجة لحدوث انسداد متكرر في مجرى الهواء العلوي (الحلق) بصورة كاملة أو جزئية بسبب عيوب خلقية أو تضخم في أنسجة الحلق ويصاحبه عادة شخير، مما يؤدي إلى انقطاع التنفس، أو التنفس بشكل غير فعال الأمر الذي يؤدي إلى تقطع في النوم، وهذا التقطع بدوره يؤدي إلى زيادة النعاس أثناء النهار.
وهذه المشكلة أكثر شيوعا عند أصحاب الأوزان الزائدة. وأظهرت دراسة أمريكية أجريت على 913 شخصاً ونشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية لطب النوم أن احتمال وقوع حوادث سيارات للمصابين بتوقف التنفس الخفيف أو الذين يعانون من الشخير الأولي هو ثلاثة أضعاف الإنسان السليم وترتفع النسبة إلى سبعة أضعاف عند المصابين بتوقف التنفس المتوسط.
و فيما يلي عزيزي السائق مجموعه من النصائح والإرشادات التي قد تجنبك النعاس أثناء القيادة:
* الحصول على نوم كاف وعدم القيادة عند الشعور بالخمول
* تجنب القيادة في الأوقات التي تعود جسمك فيها أن ينام سواء كان ذلك في الليل أو حتى وقت غفوتك النهارية المعتادة لأن ساعتك الحيوية المتعودة على وقت معين للنوم قد تتغلب على رغبتك بالبقاء مستيقظا.ً
* لا تكابر وتذكر أن الإغفاء لجزء من الثانية قد ينجم عنه حادثاً مميتاً.لذلك احصل على غفوة عند شعورك بالنعاس وأعلم أن الغفوات القصيرة من 20-15 دقيقة تستطيع أن تزيد نشاطك وتركيزك
* عدم قيادة السيارة بعد تناول الأدوية التي تزيد النعاس كمضادات الحساسية والأدوية النفسية ومضادات الألم .
* إذا كنت تعاني من شدة النعاس خلال القيادة وفي أوقات وأماكن غير مناسبة للنوم، فإننا ننصحك بمراجعة طبيبك لأنك قد تكون مصاباً بأحد اضطرابات النوم.
* على رغم الاعتقاد الشائع بين السائقين من أن رفع صوت المذياع أو التوقف والحركة لبعض الوقت أو فتح النافذة للسماح لنسمة الهواء بالدخول قد تبقي السائق مستيقظاً إلا أنه لم يثبت أن أيا من ذلك يزيد تركيز وانتباه السائق.
* تذكر أن المنبهات كالقهوة تحتاج إلى نصف ساعة لبدء عملها كما أن مفعولها يخبو بعد عدد قليل من الساعات
تكنولوجيا السيارات الحديثة .. تخترع أنظمة حديثة لتنبيه السائق في حالة شعورة بالنعاس أثناء القياده:
بدأت بعض شركات السيارات للحد من مشكلة الحوادث الناتجة عن النوم أثناء القيادة بتطوير بعض الأساليب التي تكتشف نعاس السائق لتنبيهه عند حدوث النعاس كقياس عدد طرقات العين والتي تزيد عند النعاس كما أن بعض الشركات تحاول قياس نشاط المخ الكهربي أثناء القيادة وتحاول شركات أخرى تركيب كاميرا أسفل السيارة لاكتشاف ميلان السيارة البسيط عن مسارها الطبيعي وغيرها من المحاولات إدراكا من المصنعين بخطورة النعاس أثناء النوم. حيث تشتمل بعض السيارات على نظام أساسه كاميرا تعرض ما يجري أمام المركبة حيث تسجل الكاميرا نمط القيادة لدى السائق فإذا كان في حالة يقظة وتركيز فإنه يقود عادة بشكل مستقيم وهو ما يتغير بمجرد أن يصيبه التعب أو يتشتت انتباهه.
ونفس الفكرة ولكن بشكل مختلف يقدمها نظام مراقبة السائق ويأخذ الأمر شكل كاميرا بالأشعة تحت الحمراء في وحدة التحكم بعجلة القيادة إلى جانب أن الكاميرا تراقب الوضع المواجه للسائق اليقظ وتسجل ملاحظة إذا لم يكن معتدلاً في جلسته منتبها للطريق أمامه فترة محددة من الوقت وما إن يحدث هذا حتى يعمل النظام على كبح السيارة بشكل طفيف لكي يرتج السائق ويفيق من سهوه وتأمله الحالم .
و ابتكرت شركات مصنعة للسيارات أنظمة أخرى لتحاشى سببين من أقوى أسباب وقوع الحوادث
وأولهما النوم أثناء القيادة والثاني عدم الانتباه، ويعمل النظام بواسطة زوج من الكاميرات إحداهما في قاعدة الشباك الأمامي والثانية في مركز تابلوه السيارة لمراقبة عيون قائد السيارة.. فإذا التقط الكمبيوتر إشارة تدل على عدم الانتباه أو التركيز في اتجاه معين وهو اتجاه الطريق عندئذ يعمل النظام لإيقاظه وتنبيهه بشتى الطرق. والكاميرات تعتمد على الأشعة تحت الحمراء وتعمل ليلا من خلال نظارات شمسية.
وأول رسالة صوتية يطلقها النظام هي (هل أنت مرهق؟) في حالة وصول أول رسالة تدل على إرهاق السائق فإذا لم يعدل من وضعه ولم يصل للنظام أي إشارة جديدة تدل على تحسن وضعه وانتباهه تنطلق رسالة صوتية أخرى بصوت أعلى تقول (إنك مرهق بالفعل) فإذا لم يحدث تغير في وضع قائد السيارة تنطلق رسالة بصوت أعلى تقول (إنك مرهق بشكل خطير.... توقف على الفور) وهذه الرسالة الأخيرة كفيلة بإيقاظ من يقود السيارة.
و بعض الأنظمة بمجرد ما ترصد بداية النعاس عند السائق فإنها مباشره تظهر على الشاشة أمامه صورة لفنجان من القهوة وتحتها عبارة تقول "أيها السائق حان الوقت للاستراحة"، كما يصدر الجهاز أصوات تحذير للسائق عند كل خطأ.
و أخيرا تذكر دائماً و انتبه جيداً
في حال الشعور بالنعاس أثناء القيادة، توقف في مكان آمن وخذ قسطاً من الراحة.
و ذلك لأنه عند شعورك بالإجهاد تقل قدرتك على التفكير والتفاعل بالسرعة اللازمة. وإذا ما استغرقت في النوم أثناء القيادة أو كنت غير قادر على التفاعل في الوقت المناسب لتجنب المخاطر فإن ذلك قد يؤدي بك إلى حادث مروري.
نتمنى لكم دوام السلامة و التركيز و اليقظة على الطرقات
و ندعو الله تعالى أن يحمي الأردن الغالي من مخاطر حوادث السير
المفضلات