قال الرئيس بشار الاسد اليوم الثلاثاء إننا نعتمد سياستين نقوم بالإصلاح ونكافح الإرهاب, مشيرا إلى أن كل من يساهم في الفوضى هو شريك في الإرهاب وسفك الدماء السورية, مضيفا إننا نسعى لحكومة موسعة فيها مزيج من السياسيين والتقنيين وتمثل أطياف المجتمع كله, فيما أشار إلى أن المعارضة حالة مؤسساتية تعني قاعدة شعبية تظهر في الانتخابات.
وقال الاسد في خطاب ألقاه على مدرج جامعة دمشق نحن نعتمد سياستين نقوم بالإصلاح ونكافح الإرهاب وعلينا أن نفرق بين أخطاء الأشخاص وسياسات المؤسسات، القضية قضية سباق بين الإرهابيين والإصلاح", مضيفا أن "التعامل مع الإرهاب لا بد أن يكون في اشد الطرق القانونية ولا نريد إن يكون ثمن مكافحة الإرهاب سقوط دم الأبرياء ولكن اليوم يضربون الأبرياء وعلينا أن نتوحد وعلينا أن نحسم".
وأضاف الرئيس الاسد أن "الأولوية القصوى الآن والتي لا تدانيها أية أولوية هي لاستعادة الأمن الذي نعمنا به لعقود وكان ميزة لنا ليس في منطقتنا فحسب بل على مستوى العالم وهذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين بقوة".
وقال الرئيس الاسد إن "كل من يساهم في الفوضى هو شريك في الإرهاب وسفك الدماء السورية", مشيرا إلى أن "الحزم والحسم ضروريان لكن الاستمرار بالعفو ضمن أسس واضحة ضروري أيضا".
وتابع الرئيس الأسد أن "الدولة المحصنة هي أيضا التي تعرف متى وكيف تسامح وكيف تعيد أبناءها إلى طريق الصواب".
وتساءل الرئيس الأسد "هل للثائر أن يتصف بالجبن والغدر أو أن يسرق سيارة ويسرق منزل ويقفل المدارس والجامعات، هل يمكن أن يكون هناك ثورة ضد العلم وضد المواطن بقطع الغاز والمازوت عنه لكي يموت من الجوع والبرد، هل يقطع الثائر الدواء عن المواطن، هل من الممكن أن يعمل الثائر مع العدو، لو كان لدينا ثوار بالصورة الني نعرفها لكنت أنا ثائر معهم".
وفي سياق متصل, قال الرئيس الاسد "نسعى إلى حكومة موسعة فيها مزيج من السياسيين والتقنيين وتمثل أطياف المجتمع كله", مضيفا "كلما وسعنا المشاركة في الحكومة كان ذلك أفضل بالنسبة للشعور الوطني".
وتابع الرئيس الاسد "نحن كدولة أو حزب مستعدين لبدء حوار وهناك أجزاء من المعارضة غير مستعدة, وهناك قوى تريد محاورتنا بالسر وهناك قوى تنتظر كي ترى تطور الأمور", مشيرا إلى إننا "مقبلون على تبديلات جزء منها يركز على جيل الشباب الذي وقف في وجه هذه الأزمة".
وأشار الرئيس الاسد أن "المعارضة حالة مؤسساتية تعني قاعدة شعبية تظهر في الانتخابات", مضيفا "لا نريد معارضة تجلس في السفارات أو تبتزنا أو تحاورنا بالسر كي لا تغضب أحدا".
وفيما يخص الدستور, قال الرئيس الاسد "بعد أن تنتهي لجنة إعداد الدستور أعمالها سيكون هناك استفتاء على الدستور في بداية شهر آذار القادم".
وقال الرئيس بشار الاسد "لا يمكن القيام بالإصلاح الداخلي دون التعامل مع الوقائع على الأرض".
وفي سياق متصل, قال الرئيس الاسد "أنا أول من طرح موضوع المراقبين العرب خلال لقاء مع وفد الجامعة العربية", مشيرا إلى أن "تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية لا يعنينا من قريب أو بعيد".
وتابع الرئيس الاسد أن "الجامعة العربية مجرد انعكاس لزمن الانحطاط العربي وما كان يحدث بالسر صار يحدث في العلن", لافتا إلى أن "دول عربية تنصحنا بالإصلاح ليس لديها أي معرفة بالديمقراطية, ولو اتبعنا الدول التي أعطتنا النصائح لعدنا إلى الخلف".
وأشار الرئيس الاسد إلى انه "أصبح الخارج مزيجا من الأجنبي والعربي وللأسف الجزء العربي أكثر عداءا وسوءا من الأجنبي", مبينا انه "بعد فشل أعدائنا في مجلس الأمن كان لابد من غطاء عربي".
وفي نفس السياق, قال الرئيس الاسد إننا "نخوض معركة غير مسبوقة في تاريخ سورية الحديث والانتصار فيها قريب جداً", مضيفا أن "هناك أطراف دولية وإقليمية أرادت زعزعة استقرار سورية".
وتابع الرئيس الاسد أن "تماسكنا في وجه أعمال التخريب التي هدفت لتمهيد التدخل الخارجي كان وسيبقى العقبة الحقيقية في وجه هذا التدخل", مشيرا إلى أن "الأحداث المؤسفة التي أصابت الوطن أدمت قلب كل سوري وفرضت ظروفا تمثل لنا جميعا امتحانا جديا في الوطنية".
وأوضح الرئيس الاسد أن "المئات من وسائل الإعلام عملت ضد سورية لدفعنا لحالة من الانهيار لكنها فشلت", لافتا إلى انه "لم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سورية".
وكان الرئيس الأسد ألقى عدة خطابات، الأول كان في مجلس الشعب وركز بشكل كبير على المؤامرة التي تواجهها سورية، أما خطابه الثاني فكان كلمة توجيهية للحكومة الجديدة التي شكلها عادل سفر خلفا لحكومة ناجي العطري، والخطاب الثالث تم إلقاؤه من مدرج جامعة دمشق أعلن فيه عن الحوار الوطني.
كما أجرى الرئيس الأسد عدة لقاءات صحفية وتلفزيونية مع وسائل إعلام غربية تناول فيها الأوضاع في سورية والضغوط الدولية على السلطات السورية.
وتشهد عدة مدن سورية منذ نحو 10 أشهر تظاهرات، ترافقت بسقوط شهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، حيث تقدر الأمم المتحدة عدد ضحايا الاحتجاجات في سورية بنحو 5000 شخصا، فيما تقول مصادر رسمية سورية أن عدد ضحايا الجيش والأمن تجاوز 2000 شخص، وتحمل "جماعات مسلحة" مسؤولية ذلك.
سيريانيوز
المفضلات