قالت مصادر دبلوماسية إن إيران اتخذت خطوات في الأسابيع القليلة الماضية تقربها من إطلاق أنشطة تخصيب اليورانيوم في مخبأ داخل جبل، وهي خطوة من شأنها أن تزيد تعقيد المواجهة الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني مع الغرب.
وتقول إيران منذ أشهر إنها تستعد لإجراء عمليات تخصيب اليورانيوم في فوردو -وهو موقع حصين تحت الأرض- تقول إنها ستنتج فيه مواد لازمة لبرنامجها النووي السلمي لكنها لم تبدأ بعد.
وقال دبلوماسي مقره فيينا إنه من المعتقد أن إيران بدأت أواخر ديسمبر/كانون الأول تغذية أجهزة الطرد المركزي بغاز اليورانيوم، في إطار استعداداتها النهائية لاستخدام الماكينات في التخصيب.
وقال الدبلوماسي "إنهم يقتربون من القدرة على البدء في التخصيب، ويجب أن يقوموا ببعض التجريب والتنقيح ليتقنوا الأمر".
وذكر مسؤول من دولة أخرى أنه يعتقد أن إيران تقوم بعملية "تغليف"، وهي خطوة فنية تتضمن وضع المادة النووية في أجهزة الطرد المركزي لإعدادها للتنشيط من أجل التخصيب، وأضاف "أفترض أنهم يمكن أن يبدؤوا متى أرادوا".
وكشفت إيران عن وجود منشأة فوردو للوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر/أيلول 2009 بعد أن كانت أن أجهزة مخابرات غربية قد اكتشفتها.
وتقول طهران إنها ستستخدم اليورانيوم المخصب إلى نسبة 20% لتحويله إلى وقود لمفاعل بحثي ينتج النظائر المشعة لعلاج مرضى السرطان.
لكن مسؤولين غربيين يقولون إن لديهم شكوكا في قدرة إيران الفنية على القيام بهذا العمل. ويقولون أيضا إن قدرة منشأة فوردو -التي لا تتسع لسوى ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي بحد أقصى- أقل من أن تنتج الوقود اللازم لمحطات الطاقة النووية، لكنها مناسبة تماما لإنتاج كميات قليلة من اليورانيوم العالي التخصيب والمناسب لبرنامج للأسلحة النووية.
وتحتاج القنابل النووية إلى يورانيوم مخصب بدرجة 90%، لكن مارك فيتزباتريك الخبير النووي في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية يقول إن معظم العمل يكون قد اكتمل مع الوصول إلى نسبة نقاء 20%.
وأضاف "مع تخصيب اليورانيوم إلى 20% يكون تسعة أعشار الجهد للوصول إلى درجة التخصيب اللازمة لسلاح قد تمت".
"
تنوي إيران نقل التخصيب بدرجة مرتفعة إلى فوردو، محاولة فيما يبدو تأمين حماية أفضل لأنشطتها من أي هجمات معادية، كما أنها تنوي زيادة قدرتها على التخصيب بشكل كبير
"
قرار التخصيب
وبعيدا عن المسألة الفنية الخاصة بإعداد موقع فوردو للانطلاق، سيكون على إيران أن تتخذ قرارا سياسيا بالبدء في التخصيب، وربما تأمل العواصم الغربية أن تقنع طهران بالتوقف بمجموعة جديدة من العقوبات الضاغطة على الاقتصاد الإيراني.
وتقوم إيران بالفعل في موقع آخر على سطح الأرض بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20% وهي أعلى كثيرا من نسبة 3.5% المطلوبة في العادة لتشغيل محطات الطاقة.
وتنوي إيران نقل التخصيب بهذه الدرجة المرتفعة في فوردو محاولةً تأمين حماية أفضل لأنشطتها من أي هجمات معادية، كما أنها تنوي زيادة قدرتها على التخصيب بشكل كبير.
وبالفعل، تم تنصيب الماكينات وغيرها من المعدات اللازمة للبدء في التخصيب في فوردو العام الماضي.
ويشك الغرب في أن يكون عمل إيران على تخصيب اليورانيوم جزءا من سعيها لصنع قنبلة نووية، ويريد عرقلة هذه الخطط، وإذا بدأت إيران تخصيب اليورانيوم في الموقع القريب من مدينة قم المقدسة لدى الشيعية فسيزيد ذلك من صعوبة استئناف المحادثات النووية التي انهارت بينها وبين الغرب قبل عام.
وفرضت الدول الغربية عقوبات اقتصادية متصاعدة على طهران بسبب برنامجها النووي، توجتها بقانون جديد وقعه الرئيس الأميركي باراك أوباما عشية رأس السنة الجديدة يهدف لمنع شراء النفط الإيراني.
ولم تستبعد الولايات المتحدة وإسرائيل شن هجمات على المواقع النووية الإيرانية لمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية، وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي تماما وإنه مخصص بشكل رئيسي لتوليد الكهرباء.
وسبق أن أعلنت إيران -التي تعتبر برنامجها النووي مصدرا للقوة والنفوذ- عن تقدم كبير في المجال النووي، بما في ذلك قرارها أوائل عام 2010 بتخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20%.
ويعطي الخبراء الغربيون تقديرات مختلفة بشأن السرعة التي يمكن بها لإيران تجميع سلاح نووي إذا قررت ذلك، وتتراوح التقديرات بين ستة أشهر وعام أو أكثر.
المصدر: رويترز
المفضلات