يا شيخنا دعني أذكر غافلا ...... بمناقب هي نسمة الريحان__________________
بمناقب قد قل من يحلو بها ...... في هذه الأيام والأزمان
والرأس في تلك المناقب كلها ...... ذاك التواضع وانكسار جنان
لا لا أزكي شيخنا لكنما ...... هو ظننا والظن ذو إمكان
لكنه ظن عليه دلائل ...... لا ظن تخمين بلا برهان
شيخ جليل عالم ومعلم ...... هو أمة في الفضل والإحسان
جمع العلوم جليلها ودقيقها ...... فهما وتطبيقا بلا ميلان
فهو الفقيه لسنة وفريضة ...... وهو المفسر عالم القرآن
وهو المبين للعقيدة شارحا ...... لمسائل التوحيد والإيمان
وهو المحدث عن ثقات رواتنا ...... لا عن ضعيف دائم النسيان
وهو المعلم والمربي نشأه ...... بصغار علم مثلما الرباني
يدعو إلي التوحيد سائر وقته ...... يدعو إلي الإيمان والإحسان
يدعو إلي نهج النبي محمد ...... وإلي فهوم جماعة الرضوان
يدعو إلي طهر النفوس وصفوها ...... ونقائها من سائر الأدران
لم يدع قط إلي التحزب حوله ...... حاشاه من حزب ومن أنتان
هي دعوة سلفية في نهجها ......قد باينت لمناهج الخسران
إذ لا يكفر مسلما بكبيرة ...... لكنها خدشته بالنقصان
وإذا أتي يوم القيامة ربه ...... إن شاء عاقب أو فذو غفران
والشيخ ليس مكفرا من يحكمن ...... بشريعة من سوءة الأذهان
حتي يبين جحوده وعناده ...... أو يستحل مناهج الطغيان
والأصل في هذا مقالة صاحب ...... هو عالم التأويل والفرقان
إذ قال كفر دون كفر حكمه ...... فالكفر في منهاجه كفران
كفر اعتقاد ناقل عن ملة ...... بشروطه ثم الجوارح ثاني
إلا إذا ما الفعل كان معبرا ...... عما طواه فكفره ذو شان
والشيخ ليس مطاعنا حكامنا ...... بل طاعة في طاعة الرحمن
لا يستجيز القدح في أحوالهم ...... ويري وجوب السمع والإذعان
في منشط أو مكره من حالنا ...... في يسرنا أو ساعة الأحزان
حتي ولو جاروا وأدموا ظهرنا ...... واستأثروا بالمال والعقيان
ما لم يكن كفرا بواحا ظاهرا ...... لم يأتنا في أمره قولان
أما الأئمة عنده بزماننا ...... فالباز وابن عثيم والألباني
أما البقية حسبه تبجيلهم ...... فهموا له بمثابة الأقران
والشيخ ليس مقلدا في نهجه ...... وهل المقلد من بني الإنسان
يسدي النصيحة لا يهاب معظما ...... لكنها نصح المحب الحاني
ليس النصيحة عنده إشهارها ...... بل قولها في السر والكتمان
ولذا تر المنصوح يقبل قوله ...... ويقول زد يا شيخ في التبيان
عذب الحديث إذا سمعت كلامه ...... لبق أديب مفصح ببيان
ذهب تلألأ نضرة وفضائلا ...... ذهلت به عن غيره العينان
وإذا تكلم كاللآلئ قوله ...... هو آسر للقلب والآذان
حسن الكلام شعاره ودثاره ...... ليس الجفاء وشوكة السعدان
لا حدة في صوته أو شدة ...... لا غلظة أو قسوة الصوان
لا شتم لا تجريح في أقواله ...... كلا وليس بطاعن لعان
فاللين فيه طبيعة وسجية ...... سالت كسيل الماء في الوديان
قد وسع الرحمن رحبة صدره ...... فهو الصبور علي أذي الخذلان
وإذا أسيئ إليه من أعداءه ...... لم ينتقم للنفس من عدوان
بل يكتفي ببيان ما قد أخطؤا ...... ويرد باقي الأمر للديان
ولقد لقيت خلائقا من قبله ...... لكن مثل الشيخ ما لاقاني
في سمته أو دله أو وصفه ...... هو آية كبدائع الأكوان
في وجهه ظهرت معالم صدقه ...... كالشمس تشرق دونما نكران
وجه مضيئ مسفر عن هيبة ...... هي هيبة من غير ما سلطان
وجه بهي لا يكدر صفوه ...... تقطيب مهموم ولا غضبان
قد قل في أزماننا أمثاله ...... هو ومضة في ظلمة التوهان
يا طاعنا في شيخنا يا والغا ...... في عرضه بالإفك والبهتان
أقصر فلست قرينه أو مثله ...... ما أنت إلا كالهباء الفاني
ما أنت في أمواجه وكنوزه ...... إلا كقطرة بحره الملآن
أين المذل لنفسه متواضعا ...... من جاهل يزهو علي الإخوان
أين العفيف لسانه ومقاله ...... من صاحب التبديع دون بيان
أين الصدوق ولو علي أعدائه ...... من كاذب حتي علي الخلان
فالشيخ قد فاق الثريا قدره ...... فلتخسأن ولتقنعن بهوان
فاحفظ إلاهي شيخنا وافضحهمو ...... ما لم يؤوبوا أوبة الندمان
والله نسأل حفظه وسداده ...... وقبوله للقول والأوزان
والله نسأل أن يكون مقامنا ...... في جنة الفردوس خير مكان
من كلمات الأخ الفاضل لؤي عبد العزيز كرم الله
(إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب : لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ، فقد قال الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم : (ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالي : (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)
الفتاوي ج4 ص (186-187)
بوساطة غلاف(التنبيهات..) لشيخنا الحلبي
المفضلات