سوف اكشف المستور
د. بلال السكارنه العبادي
بقلم: د.بلال السكارنه العبادي
كلما تم إيقاف أي من الشخصيات الأردنية العامة سواء أكانت العاملة أو المتقاعدة في إحدى مراكز الإصلاح والتأهيل يطلون علينا بتصريحات خطيرة انه سوف يكشف المستور ويوضح الأمور ، وان هنالك الكثير من الملفات الغامضة سوف يتحدث عنها ،وكأن عصابة من المافيا يتعامل معها بالظل يود أن يصرح عنها ويكشفها أمام الناس.
ألا يعلم هؤلاء المسؤولين انه هو صاحب الولاية والوصاية على الأعمال والأنشطة والمؤسسات التي يرأسها ، وبالتالي يتحمل كافة المسؤوليات والتبعات من الناحية القانونية عن كافة القرارات التي يتخذها حيال ذلك ، لا أن يتذرع بان هناك بعض القيادات الأخرى هي من دفعته لارتكاب أي فعل مخل بالقانون والأنظمة والتعليمات ، والذي ينطوي على جريمة مخلة بشرف الوظيفة سواء كانت على شكل رشوة أو أي نشاط فيه الباعث على فساد مالي أو أداري آو غيرها من الأعمال المخلة بأخلاقيات المهنة .
وما يزيد الاستغراب أن هؤلاء المسؤولين بعد هذه الخبرات والعمر لا يعلمون كنه تصرفاتهم وأعمالهم ، وكيف كان صاحب الحظوة في المؤسسة التي يرأسها من حيث الاستقبال والوداع والمرافقين والحرس وباقي الحواشي وغيرها من المؤتمرات والندوات واللقاءات ووسائل الإعلام والسيارات تحت تصرفه ، ليزج بعدها في إحدى السجون ، ولذا أقول أن كل أموال الدنيا لا تساوي نوم ليلة في مهاجع سجن الجويده مع المجرمين والقتلى وقاطعي الطرق والفاسدين .
ولذا فان مثل هذه التصريحات ستبقى هي المسلسل القادم لكل مسؤول يتم إيداعه بسجن الجويده وأتحدى أي منهم أن يتفوه ولو بكلمة واحدة عن الذين مهدوا لهم الطريق لارتكاب جرائم الفساد الإداري والمالي ، خاصة في هذه الفترة التي كثرت فيها البيانات والإشاعات التي أصبحت أكثر ضبابية في المشهد السياسي المحلي .
وما أتمناه بهذه المرحلة أن لا تكون التصريحات العشائرية لحماية الفاسدين من أبناؤها ، وان لا يكون للعشيرة دور سلبي في محاسبة الفاسدين ، بل على العشيرة أن تطالب الجهات المسؤولة ، خاصة القضائية أن تمارس دورها بكل شفافية ووضوح وبيان كافة الجوانب المتعلقة بالأنشطة الإجرامية التي ارتكبها هؤلاء المسؤولين بحق الشعب ، خاصة أننا لدينا قضاء نزيه ساهم في إعطاء الصورة الايجابية للحياة القضائية بالوطن .
المفضلات