مكانة المرأة بالاسلام
يقولون إن الإسلام قد ظلم المرأة في إعطائها حقوقها، والإسلام يفضل الرجل على المرأة
كقوله تعالى : الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ....[النساء:34]
فهل معنى هذه الآية تفضيل الرجال على النساء : -
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله, وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه
أما بعد :
فالقائلون بأن الإسلام ظلم المرأة قد أخطأوا كثيراً وغلطوا غلطاً كبيراً؛ فإن الإسلام هو الذي أنصفها, ورفع
مكانتها, وكانت مظلومة في الجاهلية بين العرب, وفي اليهودية, والنصرانية وغير ذلك من سائر الأديان
الباطلة, والإسلام هو الذي رفعها, وعظم شأنها, وأنصفها وأعطاها حقوقها, فجعلها أماً كريمة، وزوجة
كريمة, وبنتاً مرحومة معطوف عليها ينفق عليها ويحسن إليها حتى تستقل بنفسها, أو تتزوج, وأمر بالإنفاق
عليها، وألزم والدها بالإنفاق عليها, وزوجها بالإنفاق عليها, وإحسان عشرتها, وأمر الدولة الإسلامية أن
تنصفها وأن تعطيها حقوقها, وأن تمنع من العدوان عليها, وجعل لها قيمة متى قتلت قتل بها الرجل, ومتى
أصيب منها شيء أعطيت حقها في ذلك سواء كان المصاب عضواً أو غير ذلك .
أما قوله - سبحانه وتعالى - في سورة النساء الاية 34
( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ )
فالأمر فيها واضح, والله - سبحانه - فضل الرجال على النساء؛ لأن جنس الرجال أقوى في الجملة على أداء
الحقوق, وعلى جهاد الأعداء وعلى رفع الظلم, وعلى الإحسان إلى الأولاد والنساء وحمايتهم من الأذى
والظلم إلى غير هذا مما هو معروف شرعاً, وفطرة, وحساً أن الرجال أقوى وأقدر على ما ينفع المجتمع من
النساء في الجملة, ثم الرجال ينفقون أموالهم في الزواج بإعطاء المهور, وبالإنفاق على الزوجات,
وبحمايتهن مما يؤذيهن, والعطف عليهم, فالرجال لهم حق كبير من الجهتين من جهة تفضيل الله لهم على
النساء مما هو معلوم من كون الرجال أكمل وأقدر على كل شيء في الجملة, وأكمل عقولاً, وأتم نظراً في
العواقب والمصالح في الجملة؛ ولأنهم أنفقوا أموالهم في تحصيل الزوجات من مهر وغيره, ولهذا قال
- سبحانه - الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ
(النساء: من الآية34),
ولا يلزم من هذا أن يكون كل رجل أفضل من كل امرأة، وإنما هذا تفضيل في الجملة, أما بالتفصيل فقد تكون
امرأة أفضل من رجل هذا أمر واقع ومعلوم، ولكن في الجملة جنس الرجال مفضل على جنس النساء, وهذا
يعرف بالشرع, وبالعقل, وبالفطر, وبمعرفة الواقع والتجارب، ولكن كم لله من امرأة أفضل من رجل بسبب
علمها, ودينها, وبصيرتها, واستقامتها .
ومن نظر في صفات الصحابيات, والتابعيات, وعلماء هذه الأمة من النساء عرف أن هناك نساء طيبات
يفضلن على كثير من الرجال .
وقال- عليه الصلاة والسلام- :
(كان من الرجال كثير ولم يكن من النساء إلا آسية بنت مزاحم زوجة فرعون ، ومريم بنت عمران) .
وجاء في فضل فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم -, وفضل خديجة- رضي الله عنها - وعائشة- رضي
الله عنها- ما يدل على اختصاصهن بالفضل أيضاً، فهؤلاء الخمس هن أفضل النساء خديجة, وعائشة من
أمهات المؤمنين, وفاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - ومريم بنت عمران أم المسيح -عيسى عليه
السلام - ، وآسية بنت مزاحم زوج فرعون، هؤلاء النسوة الخمس هن خير النساء،
حيث قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ...
كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 2670
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وهناك نساء كثيرات لهن فضل, ولهن علم, ولهن تفضيل على كثير من الرجال، لكن حكمة الله اقتضت
تفضيل الرجل على المرأة في أشياء معينة أيضاً كالإرث فإن البنت تعطى نصف ما يعطى الذكر من الأولاد،
والأخت من الأبوين أو الأب تعطى نصف ما يعطاه الأخ الشقيق أو الأخ لأب, والزوجة تعطى النصف مما
يأخذه الزوج فإذا أخذ الزوج النصف صار لها الربع, وإذا أخذ الزوج الربع صار لها الثمن, وهذه لحكمة
بالغة ومعاني إذا تدبرها أهل البصيرة عرف وجاهتها, وحكمة الله - عز وجل - فيها .
وأنه - سبحانه - هو الحكيم العليم, فكل موضع فضل فيه الرجل على المرأة فله وجاهته, وله أسبابه, وله
حكمته لمن تدبر وتعقل .
منقول ... لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
ولكم أخواتي الكريمات كل التقدير والاحترام لما لمكانتكم العظيمة في ديننا الاسلامي العظيم .
وأخيراً نقتبس من هدي النبوة ....
أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وخياركم خياركم لأهله .
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2660
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح .
المفضلات