قالت مصادر دبلوماسية في فيينا إن إيران قد تبدأ قريبا أنشطة نووية حساسة في منشأة أقامتها تحت الأرض في عمق الجبل، في تطور من شأنه أن يزيد من حدة التوتر بينها وبين الغرب.
وأوضحت أن خبراء إيرانيين قاموا بالاستعدادات الضرورية في موقع قاعدة عسكرية سابقة في فوردو قرب مدينة قم، مما يمهد الطريق أمام الجمهورية الإسلامية لبدء عملية تخصيب اليورانيوم بدرجة عالية.
وبحسب هذه المصادر فإن أجهزة ومعدات ومواد نووية نقلت إلى موقع فوردو، مما يرجح أن العمل الذي يجري حتى الآن فوق الأرض قد يبدأ بمجرد أن تتخذ إيران قرارا بشأنه.
شارة البدء
وأشارت خبيرة منع الانتشار النووي شانون كايل إلى أن إيران أعلنت في وقت سابق من هذا العام أنها ستحول معظم أنشطة تخصيب اليورانيوم الحساسة إلى فوردو، لكن يبقى موعد البدء الفعلي للتخصيب أمرا مهما.
وقالت كايل -وهي من مؤسسة ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي- "من الواضح بالنسبة للأشخاص الذين ينتابهم القلق بشأن قدرة إيران على التخصيب إلى المستوى العسكري، أن هذه خطوة جيدة على هذا الطريق".
وتقع منشأة التخصيب الرئيسية الإيرانية قرب بلدة نطنز وسط البلاد، لكن طهران قالت في يونيو/حزيران الماضي إنها ستنقل أنشطتها للتخصيب بنسب أعلى إلى فوردو، بما يمنحها حماية أفضل من أي هجوم عسكري ويدعم قدرتها الإنتاجية بشكل كبير.
ونقلت وكالة مهر شبه الرسمية الإيرانية للأنباء عن قائد في الحرس الثوري الإيراني الأربعاء قوله إن إيران ستنقل محطاتها للتخصيب إلى مواقع أكثر أمنا إذا لزم الأمر، دون أن يعطي تفاصيل إضافية.
يأتي ذلك في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الغرب وإيران بعد تقرير أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي رجح أن تكون إيران قد عملت على تصنيع سلاح نووي، وأنها ربما ما زالت تقوم بأبحاث سرية.
"
طهران أعلنت في يونيو/حزيران الماضي أنها ستنقل أنشطتها للتخصيب بنسب أعلى إلى فوردو، بما يمنحها حماية أفضل من أي هجوم عسكري
"
تقرير الوكالة الذرية
وانتهزت الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا التقرير غير المسبوق للوكالة الذرية لتعزيز العقوبات على إيران، أحد أكبر منتجي النفط في العالم.
ومن الممكن أن يستخدم اليورانيوم المخصب كوقود لمحطات الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية، وهو الهدف الذي تعلنه إيران لبرنامجها النووي، لكنه يمكن أن يستخدم كمكون للقنابل النووية إذا جرى تخصيبه بدرجة أعلى، وهو ما يشتبه الغرب في أنه القصد النهائي لطهران.
وقال تقرير صادر عن الوكالة الذرية الشهر الماضي إن إيران نصبت نظامين يضم كل منهما 174 جهاز طرد مركزي في فوردو. وتدور أجهزة الطرد المركزي بسرعة تفوق سرعة الصوت لزيادة النظائر المشعة القابلة للانشطار.
وأشار التقرير إلى أن أسطوانة من غاز سادس فلوريد اليورانيوم -وهي مادة توضع في أجهزة الطرد المركزي لتحسين اليورانيوم- قد نقلت أيضا إلى فوردو.
ولم تكشف إيران عن موقع فوردو للوكالة الذرية إلا في سبتمبر/أيلول 2009 بعدما رصدته أجهزة مخابرات غربية. وتقول طهران إنها ستستخدم اليورانيوم المخصب إلى درجة 20% لتحويله إلى وقود لمفاعل بحثي ينتج النظائر المشعة لمعالجة مرضى السرطان، لكن مسؤولين غربيين يقولون إنهم يشكون في أن إيران تملك القدرة العلمية للقيام بذلك.
المصدر: رويترز
المفضلات