السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
« مَسألة فِي صَلاة المَريض الَّذِي لَا يقوَى عَلَى الحـرَاك »
سُئِلَ الإمام محمَّد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالىٰ - السُّؤال التَّالي : بارك الله فيكم ، هذه رسالة وصلت
من المستمع ح. ح. م. من جدة يقول :
توفيت والدتي وقد كانت في أيامها الأخيرة لا تصلّي ؛ وذلك بسبب إنها كانت على غير طهارة معظم وقتها ،
أي : أنها كانت لا تتحكم في نفسها ، وكانت تقول : إن الصَّلاة تتطلب طهارة ، وهي فقدت هذا الشَّرط ،
علماً بأنها كانت مريضة مرضاً شديداً وكانت ترقد على الفراش أكثر من شهر ، ولا تستطيع الحركة ،
ومع ذلك كنت أوصيها بالصَّلاة لعلمي بأهميتها ، أفيدونا وأنصحونا في هذا مأجورين ؟
فأجابَ فضيلته بقوله : أسأل الله تعالى أن يتجاوز عن هذه المرأة بما حصل منها من تفريط ؛
إن الواجب على المريض أن يصلِّي الصَّلاة في وقتها ، إلا إذا كان يشق عليه فله أن يجمع بين الظهر والعصر ،
أو بين المغرب والعشاء ، ولا يحل له أن يؤخر الصَّلاة عن الوقت على أي حالٍ كان ؛ فإذا كان عليه نجاسة
أو على ثوبه أو على فراشه ولا يستطيع التَّخلص منها فإنه يصلِّي ولو في النَّجاسة ،
وكذلك إذا كان حدثه دائماً ؛ أي أن البول يخرج منه دائماً أو الغائط أو الريح ولا يتحكم في ذلك ؛
فإنه يصلي ولو خرج منه شيء إلا إنه في هذه الحال لا يتوضأ للصَّلاة إلا بعد دخول وقتها ،
ثم إنه يجب عليه أن يصلي قائماً ، فإن لم يستطع فقاعداً ، وإن لم يستطع فعلى جنب ، فالأمر واسع .
وأما ما تعللت به هذه المرأة : من أن الصَّلاة لا تكون إلا على طهارة فهذا صحيح أن الصَّلاة لا تكون
إلا على طهارة لكن هذا في حال القدرة ،
أما في حال العجز : فقد قال الله تبارك وتعالى : ﴿ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ .
وقال تعالى : ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ .
وقال تعالى : ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ .
وعلى هذا فنقول : إنما اشتهر عند العامة من هذا القول الذي قالته المرأة إنها لا تريد الصَّلاة إلا على طُهر
قول باطل لا أصل له من الشَّرع ؛ ولا من كلام أهل العلم .
فالواجب أن يصلِّي المريض على حسب حاله ، وأن يأتي بما أوجب الله عليه في صلاته بقدر مستطاعه .
.
المفضلات