السلط - لينا عربيات- «شو ذنب بيتي ورزق اولادي ينحرق» عبارة ألم وتحسر صدرت عن المواطنة ارتهاج وشاح ،التي طال تخريب ايدي العابثين في احداث الشغب التي وقعت قبل أيام في مدينة السلط ،منزل اسرتها ومحلا مؤجرا تعتاش منه يسهم في تعليم ابنائها من الطلبة الجامعيين.
منزل ارتهاج وغيره من ممتلكات مواطنين احرقت باعمال شغب طارئة على أعراف المجتمع وتقاليده،لتدق جرس إنذار لتدارك الموقف،ومعالجته إجتماعيا، لمحاصرة ظاهرة العنف المجتمعي التي تستحوذ على تفكير فئة من جيل الشباب،هذه الايام.
يقول قياديو ووجهاء المدينة:إن تداعيات الاحداث الاخيرة التي بدأ فتيل اشعالها قبل شهر بمشاجرة طلابية حدثت بين مجموعة من طلبة جامعة البلقاء التطبيقية،امتدت لتأخذ منحى عشائريا في مدينة يميزها التراحم والاخوة بين اطياف تكويناتها، ساهمت ايد من خارج المدينة باشعالها، وعملت على اثارة الحماس لدى فئة من الشباب ضد اخرى،ما ادى الى انتقالها الى مدخل ووسط المدينة ،فاحدثت اعمال التخريب التي طالت ممتلكات خاصة وعامة وشلت الحركة التجارية لوسط المدينة الامنة.
ويرى رئيس جامعة البلقاء التطبيقية،الدكتور اخليف الطراونة،ان توسيع نطاق الخلاف الذي جرى بين مجموعة من طلبة الجامعة، جاء من تدخل فئات من خارج اسوار الجامعة والعديد منهم من خارج المدينة، من العاطلين عن العمل الغالبية العظمى من خارج الوسط الطلابي،موضحا ان هنالك تجهيزا مسبقا لافتعال مشكلة كبيرة بين اطراف النزاع من خلال احضار الاطراف الخارجية لاعداد كبيرة من الاسلحة النارية الذي عمل على ازدياد حدة اعمال الشغب.
وينبه النائب خالد الحياري الى ان تدخل فئات من خارج مدينة السلط اشعل فتيل الفتنة بين ابناء المدينة وعمل على توسيع نطاق اعمال الشغب،مبينا انه جرى تطويق المشكلة التي جرت بين الطلبة من عشيرة عباد وابناء عشائر السلط منذ البداية اذ جرى اجتماع بين وجهاء العشيرتين عمل على رأب الصدع بين الاطراف المتخاصمة الا ان التدخلات الخارجية احيت نار الفتنة مرة اخرى.
ويؤكد ان ما جرى من احداث تخريب مرفوض جملة وتفصيلا ولن يرضى ابناء مدينة السلط بتخريب العلاقة الراسخة بين اطيافه بما تربطه من علاقات اسرية ونسب داعيا الى دحض الفتن والبغضاء من منبتها باعتبارها مهاترات لا تعكس مدى فهم ووعي افراد المجتمع .
في حين يرجع النائب السابق،سليمان غنيمات،اسباب العنف الجامعي والمجتمعي التي عدها هجينة على مجتمعاتنا الى انتشار الفقر والبطالة وصعوبة الاوضاع الاقتصادية عند اغلبية الاسر الاردنية ، ما عمل على احداث صراع داخلي في نفوس الشباب ولد عند الكثيرين نزعة للعنف مضيفا ان الفراغ بين فئة الشباب يلعب دورا اخر في تنامي ظاهرة العنف،مستنكرا في ذات الوقت اعمال الشغب التي جرت مؤخرا في المدينة.
البعض الاخر يذهب في إتجاه آخر،ويطالب الناشط السياسي محمود الدباس بعودة الزعامات التقليدية من وجهاء المدينة ممن كان لهم دور كبير في عملية ضبط الشارع قديما،ويقول:» ان الفجوة الكبيرة ما بين تلك القيادات وبين الشارع لعب دورا كبيرا في ظهور العنف المجتمعي بين جيل الشباب «، مؤكدا ان الاجيال الجديدة ترفض فئة ظهرت مؤخرا تسعى لاستغلالهم لغايات انتخابية عملت على اضعاف الثقة بين الشباب وبين ممثلي المدينة.
الا انه يؤكد ان التجربة الاخيرة افرزت قادة ميدانيين قادرين على استيعاب الشباب دون سن العشرين عملوا على ضبط الشارع،مؤكدا على ضرورة النهوض بالوطن وعدم تعريضه لمشاكل داخلية تضعف كيانه ولحمته،في ظل ما تشهده الساحة الدولية من نزاعات وصراعات.
الاحداث المؤسفة التي جرت في شوارع السلط وأزقتها،وضعت أبناء المدينة في مواجهة هم في غنى عنها،وكما يقول المثل الشعبي»يعملوها الصغار ويقع فيها الكبار»،لكن هذه الاحداث قد تكون محطة لإعادة التفكير بطرق التعامل مع أولوياتنا كمجتمع،وكما عودنا السلطيون على إطلاق المبادرات الايجابية،كما حصل في مبادرة إطلاق العيارات النارية وغيرها،فهم الاقدر على تجاوز هذه الاحداث وما خلفته من مرارة لدى أبناء المدينة قبل غيرهم من أبناء الوطن.
المفضلات