شارلوتا سبار- تعتبر العلاقات والتفاعلات البشرية عنصرا مهماً في عالم اليوم، بحيث أصبح التعاون عبر الحدود الجغرافية والثقافيه أمراً أساسياً على نحو متزايد لمواجهة التحديات الإقليمية والعالميه.
فنحن بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى لتكثيف الجهود المشتركة لدعم التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ونحتاج أيضاً أكثر من أي وقت مضى الى درجة أعلى من تقاسم المعرفة. لذلك فإن زيادة التعاون وتعزيزه في مجال التعليم هو عنصرٌ أولي في هذه العملية.
لقد عقد في عمان الأسبوع الماضي اجتماع لبدء برنامج Erasmus Mundus - JOSYLEEM - لربط الجامعات المرموقة في الأردن، سوريا وأوروبا.
إن برنامج JOSYLEEM JOrdan SYria Linking Europe and Erasmus Mundus) هو برنامج منح دراسية ممولة من قبل المفوضية الأوروبية. ويوفر هذا البرنامج التعاون والتنقل بين 10 جامعات في أوروبا (النمسا، بلجيكا، التشيك، فرنسا، بولندا، اسبانيا والسويد) و 5 جامعات في الأردن ( الاردنية، العلوم والتكنولوجيا، اليرموك، الطفيله التقنية، الهاشمية) وكذلك 5 جامعات في سوريا. إنني فخورةٌ جداً إذ تم اختيار الجامعة التي أنتمي إليها ، جامعة لوند ، مرة أخرى كمنسق لهذا البرنامج.
توفر منح JOSYLEEM فرصة فريدة لتمويل كامل لتنقل الأفراد من البلدان الشريكة، وإعطاء فرص تبادل الطلاب في المرحلة الجامعية ومستوى الماجستير والدكتوراه وما بعد الدكتوراه ولموظفي الجامعات في المناصب الأكاديمية أو الإدارية. من خلال هذا البرنامج الشامل للمنح الدراسية للطلاب الجامعيين والموظفين من الاردن وسوريا ليكون لديهم الفرصة للدراسة والبحث والتدريس في أوروبا ، والعكس الصحيح.
والهدف من ذلك هو تعزيز قدرات التعاون الدولي في مجال التعليم والعلوم والثقافة بين أوروبا والشرق الأوسط ، وتعزيز التفاهم - لغويا وثقافيا واجتماعيا وتربويا.
وبالرغم من حجمها، تعتبر السويد واحدة من دول العالم الرائدة في البحوث، حيث يعتبر نصيب الفرد من اجمالى الاستثمارات الأعلى في العالم فى البحوث والتنمية. وتبذل السويد جهودا متواصلة لتعزيز موقعها كدولة رائدة في البحوث وزيادة قدرتها التنافسية العلمية في عالم تسوده العولمة، من خلال التعاون القوي والوثيق مع الشركاء الأوروبيين، وكذلك الشركاء في جميع أنحاء العالم. معتمدة على مبدأ أن البحوث ذات الجودة العالية مبنية على أساس التعاون والتبادل الدولي، ولذلك مشاريع مثل Erasmus Mundus تلعب دوراً هاماً.
في منطقة مثل الشرق الأوسط ، حيث يشكل الشباب جزءا كبيرا من السكان، فإن الاتصال بالجيل الجديد وفتح آفاق وإمكانيات التبادل معهم تزداد أهميةً. نحن بحاجة للتأكد من أن الشباب قد أعطوا الفرصه للتطور والمساهمة في المستقبل الذي يمثلونه.
وفيما ظهرت التطورات في العالم العربي -- وفي أوروبا -- خلال هذا العام، ونحن نعيش في لحظة حاسمة في تاريخنا سواء في أوروبا أو في الشرق الأوسط ، ونحن نواجه بعض التحديات الملحه أكثر من إعداد أطفالنا للمنافسة في الاقتصاد العالمي.
فإن التعليم في السنوات المقبلة سيشكل المستقبل للأجيال القادمة. إن الأهمية المتصاعده للتعليم تعكس المتطلبات الجديدة لعالمنا الجديد. في العقود الأخيرة ، كسرت الثورات في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الحواجز التي أبقت البلدان والأسواق منفصله، وخلقت اقتصاداً أحادياً عالمياً أكثر تكاملا وترابطاً، ولكن بمنافسة أكثر من أي وقت مضى.
هل توجد فرصة أفضل في إعداد الطلاب الشباب لمواجهة تحديات هذا العالم، من أن يذهبوا لفترة طويلة او قصيرة إلى بلد آخر للدراسة؟
من خلال الدراسات الأكاديمية والتجارب والصلات الشخصية يمكن تطوير المزيد من التفاهم. إن التفاعل والشبكات التي يتم بناؤها من خلال هذه البرامج هي حجر الزاوية بالنسبة لمستقبلنا المشترك. لذا يسعدني أن تعطى الأولوية لبرامج Erasmus Mundus ضمن أداة الجوار الأوروبي
(European Neighbourhood Instrument (ENPI)). وكنت سعيدةً عندما علمت مؤخرا أن التمويل الإضافي لبرنامج Erasmus Mundus سيتم تخصيصه لمنطقة الشرق الأوسط في السنة المقبلة.
كجيران في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، فإن السويد والاتحاد الأوروبي يدعمان شعوب المنطقة في آمالهم وتطلعاتهم المشروعة من أجل حقوق الإنسان، والتغيير الديمقراطي، والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية. ونحن نأمل أن نتمكن من العمل معا في إطار جهد مشترك من أجل السلام والتنمية.
لقد شهدنا في العام الماضي تغيرات كبيرة في العديد من بلدان المنطقة. إن التحديات كثيره وتحتاج لجهود كبيره لمواجهتها والسعي من أجل مستقبل أفضل. وفي هذا الوقت حيث يتوجه الاهتمام كثيراً باتجاه منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، والجهود تتظافر للمساهمه في التنميه الايجابيه، يعتبر برنامج JOSYLEEM استثماراً مهماً في واحدة من أهم مجالات التنمية - التعليم. بل هو أيضا استثمار في أهم شريحة من السكان الا وهو الشباب.
سفير مملكة السويد
لدى المملكة الاردنية الهاشمية
المفضلات