• العوامل المؤثرة في النمو العقلي للأطفال
يطلق بعض التربويين على المرحلة العمرية التي تقابل من سن 2 إلى 6 سنوات بمرحلة السؤال لكثرة ما
يوجه الأطفال من أسئلة مختلفة بهذا العمر للآباء، وعادة ما تبدأ أسئلتهم بـ ..(ماذا؟ لماذا؟ متى؟ كيف؟
أين؟).. لأنهم يحاولون أن يزيدوا من معلوماتهم التي تختزنها مخازن الذاكرة بشكلها البسيط من اقرب
الناس ثقة وصلة بهم. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن حوالي 10% من كلام الأطفال في هذه المرحلة
عبارة عن أسئلة عامة، إذ أن سلوكهم يتميز بالاستطلاع والاستكشاف.
كما يلاحظ في المرحلة العمرية لاسيما في أواخرها معرفة بالأشكال الهندسية الرئيسية مثل الدائرة والمربع
والمستطيل والمثلث. وبالتدريج يقوم الطفل بتطوير لغته من خلال الخبرات التي يكتسبها من الذين حوله
لاسيما بالأشياء التي تتعلق بواقعه المادي مثل أسماء المأكولات والمشروبات والملبوسات (يعطيها الطفل
تسميات خاصة به في بداية هذه المرحلة).
ويلاحظ أيضا في أول هذه المرحلة عدم قدرة الطفل على التركيز والانتباه ثم تزداد هذه القدرة تدريجيا بمرور
الزمن، أما الذاكرة فتكون في بداية الأمر ذاكرة مباشرة، أي أن الطفل يتذكر المعلومات بعد تلقيها بمدة
قصيرة جدا لا تتجاوز بضعة دقائق، ويكون تذكر العبارات القصيرة والمفهومة أيسر من تذكر العبارات
الغامضة، كما تزداد سرعة تذكر الطفل للأرقام بمرور الزمن أيضا لاسيما الأرقام المرتبطة بمواقف مادية من
واقع حياة الطفل، ويكون التخيل عن طريق اللعب الإيهامي أو الخيالي وأحلام اليقظة، إذ يطغى الخيال على
الحقيقة في هذه المرحلة العمرية، ويقوم الطفل بتوظيف الخيال للقيام بادوار الكبار مثل دور المعلم أو
الطبيب أو الأب أو ألام وهكذا.
إن النمو الجسدي وأسلوب التربية والتنشئة الاجتماعية والتغيرات البيئية المختلفة والدافعية الاجتماعية
وحجم الفرص المتاحة أمام الطفل تؤثر في نموه المعرفي والعقلي .
** العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية للأطفال
العائلة هي أول عالم اجتماعي يواجهه الطفل، وأفراد الأسرة هم مرآة لكل طفل لكي يرى نفسه، والأسرة
بالتأكيد لها دور كبير في التنشئة الاجتماعية، ولكنها ليست الوحيدة في أداء هذا الدور ولكن هناك الحضانة
والمدرسة ووسائل الإعلام والمؤسسات المختلفة التي أخذت هذه الوظيفة من الأسرة ؛ لذلك تعددت العوامل
التي كان لها دور كبير في التنشئة الاجتماعية سواء كانت عوامل داخلية أم خارجية
أولاً: العوامل الداخلية:
1- الدين: يؤثر الدين بصورة كبيرة في عملية التنشئة الاجتماعية وذلك بسبب اختلاف الأديان والطباع التي تنبع من كل دين؛ لذلك يحرص الإسلام على تنشئة أفراده بالقرآن والسنة والقدوة الصالحة لسلف الأمة ومن تبعهم بإحسان.
2- الأسرة: هي الوحدة الاجتماعية التي تهدف إلى المحافظة على النوع الإنساني؛ فهي أول ما يقابل الإنسان، وهي التي تسهم بشكل أساسي في تكوين شخصية الطفل من خلال التفاعل والعلاقات بين الأفراد؛ لذلك فهي أولى العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية، ويؤثر حجم الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية ولاسيما في أساليب ممارستها حيث إن تناقص حجم الأسرة يعد عاملاً من عوامل زيادة الرعاية المبذولة للطفل.
3- نوع العلاقات الأسرية: تؤثر العلاقات الأسرية في عملية التنشئة الاجتماعية حيث إن السعادة الزوجية تؤدي إلى تماسك الأسرة، مما يخلق جواً يساعد على نمو الطفل بطريقة متكاملة.
4- الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها الأسرة: تعد الطبقة التي تنتمي إليها الأسرة عاملاً مهماً في نمو الفرد؛ حيث تصبغ وتشكل وتضبط النظم التي تساهم في تشكيل شخصية الطفل، فالأسرة تعتبر أهم محور في نقل الثقافة والقيم للطفل التي تصبح جزءاً جوهرياً فيما بعد.
5- الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسرة: لقد أكدت العديد من الدراسات أن هناك ارتباطا إيجابيا بين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للطفل وبين الفرص التي تقدم لنمو الطفل، والوضع الاقتصادي من أحد العوامل المسؤولة عن شخصية الطفل ونموه الاجتماعي.
6- المستوى التعليمي والثقافي للأسرة: يؤثر ذلك من حيث مدى إدراك الأسرة لحاجات الطفل وكيفية إشباعها والأساليب التربوية المناسبة للتعامل مع الطفل.
7- نوع الطفل (ذكر أو أنثى) وترتيبه في الأسرة: حيث إن أدوار الذكر تختلف عن أدوار الأنثى فالطفل الذكر تنمى في داخله المسؤولية والقيادة والاعتماد على النفس، في حين أن الأنثى في المجتمعات الشرقية خاصة لا تُنمى فيها هذه الأدوار، كما أن ترتيب الطفل في الأسرة كأول الأطفال أو الأخير أو الوسط له علاقة بعملية التنشئة الاجتماعية سواء بالتدليل أم بعدم خبرة الأسرة بالتنشئة وغير ذلك من العوامل.
ثانياً: العوامل الخارجية:
1- المؤسسات التعليمية: وتتمثل في دور الحضانة والمدارس والجامعات ومراكز التأهيل المختلفة.
2- جماعة الرفاق: حيث الأصدقاء من المدرسة أو الجامعة أو النادي أو الجيران وقاطني المكان نفسه وجماعات الفكر والعقيدة والتنظيمات المختلفة.
3- دور العبادة : مثل المساجد .
4- ثقافة المجتمع: لكل مجتمع ثقافته الخاصة المميزة له والتي تكون لها صلة وثيقة بشخصيات من يحتضنه من الأفراد؛ لذلك فثقافة المجتمع تؤثر بشكل أساسي في التنشئة وفي صنع الشخصية القومية.
5- الوضع السياسي والاقتصادي للمجتمع: حيث إنه كلما كان المجتمع أكثر هدوءاً واستقراراً ولديه الكفاية الاقتصادية أسهم ذلك بشكل إيجابي في التنشئة الاجتماعية، وكلما اكتنفته الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي كان العكس هو الصحيح.
6- وسائل الإعلام : لعل أخطر ما يهدد التنشئة الاجتماعية الآن هو الغزو الثقافي الذي يتعرض له الأطفال من خلال وسائل الإعلام المختلفة ، حيث تقوم بتشويه العديد من القيم التي اكتسبها الأطفال فضلاً عن تعليمهم العديد من القيم الأخرى الدخيلة على الثقافة وانتهاء عصر جدات زمان وحكاياتهن إلى عصر الحكاوي عن طريق الرسوم المتحركة.
*** العوامل الاسريه و النمو :-
العوامل الاسرية :_
تلعب البيئة الاسريه وأساليب التنشة الاجتماعية و الخبرات المبكرة للطفل و المواقف و الاحباطات التي تمر
بها دورا واضحا في نموه الاجتماعي و الانفعالي و العقلي و الجسمي .
فالاسره التي تهتم بالطفل و تشبع حاجاته النفسية و المادية و يشعرونه بالامن و التقدير وتعلمهم القيم و
العادات و الافكار السوية لاشك انها تمكن الطفل من ان ينمو نموا اجتماعيا و انفعاليا سليما.
اما الطفل الذي يتعرض الى مواقف الاحباط و النبذ و الاهمال من اسرته أو الطفل الذي يعيش في اسرة غير
مستقره يضطرب نموه وتكثر مشكلاته وتختل شخصيته .
ومن اهم العوامل الاسريه التي تلعب دورا كبيرا في نمو الطفل وبناء شخصيته مايلي :-
- غياب أو وجود الوالدين .
- نمط شخصية الوالدين .
- اساليب التنشئه الاجتماعية .
يقول علماء النفس ان الأهل هم المعلم الأول للطفل يتعلم منهم السلوك واللغة والخبرات والمعارف , ويتعلم
منهم كيف يكون التعلم والاختبار وحل المشكلات , ومن الأهل يحدد الطفل موقفه إما ان يصبح محبا للتعلم
وتحصيله والإقبال عليه , او يكون كارها له غير آبه به ، وقس على ذلك مختلف نواحي الحياة .
وكم يكون جميلا لو توصلنا الى منهج ملائم ومناسب نسير عليه للوصول الى هذه الغاية ويصلح لكل الآباء
وكل الأطفال , ولكن يبدو انه ليس من السهولة بمكان ان نجد نظاما يصلح لكل الناس في كل زمان ومكان .
الصحة النفسية : -
لقد أكّدت الدراسات والأبحاث أنّ الصحّة النفسية هي مصدر سعادة الإنسان واستقرار المجتمع وحفظ النظام
فيه. فالمجتمع الذي يتمتّع أفراده بالصحّة النفسية، وبالسلوك السوي يبني نظاماً اجتماعياً تندر فيه الجريمة
والانحطاط والمشاكل والأزمات السياسية لاقتصادية والأمنية ، ويسلم من السلوكية العدوانية. وقد أصبح من
المسلم به أن عددا من الأمراض البدنية يرجع لأسباب نفسية ووجدانية , وان التوتر والاضطراب الانفعالي
يعمل ضد العلاج الطبي الناجح فيفقد الشخص قدرته الذاتية على استعادة صحته وللحفاظ على الاستقرار
النفسي والعاطفي .
التوجه الديني : -
ينسى الناس أو يتناسون قول الرسول صلى الله عليه وسلم
إنما بعثت لأتمم مكارم و في رواية ( صالح ) الأخلاق
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 45
خلاصة حكم المحدث: صحيح
و منذ الصغر و نحن نسمع جملة " الدين المعاملة" و من هنا نجد أن الدين الحسن ليس فقط بإقامة شعائر
الإسلام بل أيضا بأن تُطيب معاملتك مع الأخرين...
ويقول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران الاية 159
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ
فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ .
أي أن السلوك والأخلاق والإرادة هي كل الشريعة وأساسها , وان القيم الروحية لا تزدهر إلا في الأوساط
الاجتماعية المتكاملة حين تسود بين الناس المحبة والتسامح والأخوة
تنمية الشعور الدينى لدى الأطفال ..
أن الشعور الدينى هو نظام نفسى يتكون بتفاعل نزعات الطفل الفطرية والكامنة فى أعماقه مع عوامل البيئة
المحيطة ، ويتطور ويتكامل هذا النظام مع تطور شخصية الطفل وتكاملها .
ومن هذا المنطلق فالشعور الديني لدى الطفل هو ما يبنيه الطفل من تصورات عن الله والملائكة والجنة
والنار . . . وما يكتسبه الطفل من مفاهيم وفضائل وقيم دينية تؤدى إلى أن يتعرف على الدين الإسلامي ،
وعلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وبناء ضميره الديني ، والخلقي على أساس سليم .
** مراحل الشعور الديني عند الأطفال :
اختلف الباحثون حول السن التي يبدأ فيها الطفل الشعور الديني فمنهم من يرى بعض المظاهر الدينية في
سلوك الأطفال الصغار ومنهم من يرى أن الطفل لا يقوى على إدراك المفاهيم الدينية إلى بعد الوصول إلى
مرحلة متقدمة من النضج العقلي.
ويشير علماء التربية الإسلامية إلى أن الأطفال يولدون على الفطرة (فطرة الله التي فطر الناس عليها…
ومن هدي النبوة ... حيث قال صلى الله عليه وسلم : -
كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ، هل
تحسون فيها من جدعاء ؟ ثم يقول أبو هريرة : اقرؤوا إن شئتم : { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل
لخلق الله }
الراوي: - المحدث: ابن تيمية- المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 5/260
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فالأطفال لديهم القابلية لتقبل كل من الخير ، والشر ، ويتوقف هذا على ما يعودهم عليه القائمون على
التربية ، فيقول حجة الإسلام أبو حامد الغزالى: الصبى أمانة عند والديه ، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة خالية
من كل نقش وصورة ، وهو قابل لكل ما نقش عليه ، وماثل لكل ما يلقى به إليه ، فإن عود الخير نشأ عليه ،
وسعد فى الدنيا والآخرة وشاركه أبواه فى ثوابه ، وإن عود الشر شقي وهلك وكان الوزر فى رقبة القيم.
لذلك فإن الطفل إذا بلغ سن الرابعة يبدأ فى توجيه أسئلة ذات طابع دينى وفلسفى مثل: من هو الله؟ ، من
الذى صنعك؟ ، أين يقيم الله؟ ، ما الذى يشبهه؟ … ولكن الطفل قبل سن الرابعة غير قادر على فهم الآراء
الدينية ، ويستطيع التمييز بين الصواب والخطأ وبين الردىء والحسن من سن السابعة. وقد أوضح أحد
الباحثين أن نمو الشخصية الدينية لدى الطفل يبدأ فى سن الرابعة أو الخامسة ، ويستمر حتى الخامسة
عشرة ، ويكتمل فى الخامسة عشرة .
والطفل لا يولد مزوداً بخصائص روحية ، كما لا يولد مزوداً بمعرفة سابقة بخصائص هذا العالم المادي ...
ويقول الله سبحانه وتعالى وفي سورة النحل الاية 78
وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
ولا يلجأ الطفل إلى العقيدة بالاستدلال المنطقى ، أو بفحص الوقائع التى ترد إليه عن طريق حواسه ، ولكن
بتقدم الطفل فى العمر يدرك أن دعواته لا تجاب كلها ، فلابد أن يؤمن بقيمة العمل حتى تجاب مطالبه .
ارجو ان اكون قد سلطت الضوء على بعض العوامل التي يبني بها الطفل شخصيته المستقبلية .. ونلاحظ
اننا نتمتع بشخصية هي بالواقع انعكاس طبيعي لشخصية اباءنا
فلو كنتُ مثلاً أكثر جدية بتعاملي مع الافراد فان ذلك مرده الى تلك العوامل التي تحدثنا عنها سابقاً ... ولو
كنتُ مستهتراً بحياتي ضارباً عرض الحائط كل القيم والمُثل الحسنة فان ذلك ايضاً مرده لتلك العوامل التي
تحدثنا عنها .
&&& منقول الجزء الاكبر من هذا الموضوع من عدة مصادر
المفضلات