سطر الفيصلي أفضل ظهور له من بعد سنوات عانى فيها من تذبذب نتائجه واستقراره الفني وذلك عندما نجح في فرد جناحيه على صدارة دوري المناصير الأردني لكرة القدم عن جدارة واستحقاق ومتقدما بفارق خمس نقاط عن أقرب مطارديه الرمثا والوحدات وهما يحتلان المركز الثاني.
وبالعودة إلى التفاصيل، فإن رئيس النادي الفيصلي الشيخ سلطان ماجد العدوان ومنذ استعادته لمنصب الرئاسة كان أعلنها بصريح العبارة وقطع وعدا للجماهير الفريق بأن الفيصلي سيعود إلى منصات التتويج، وسيجتهد مجلس الادارة الجديد بكل ما بوسعه لاعادة (النسر الأزرق) للتحليق.
ويتذكر الجميع بأن هذا التصريح جاء بعد ابتعاد الفيصلي عن منصات التتويج التي سيطر الوحدات على معظمها، وهي تصريحات مسؤولة لم تطلق من باب تطييب خاطر الجماهير حيث سرعان ما اقترن ذلك بالأفعال عندما تم الإسراع في التعاقد مع كوكبة من نجوم الكرة الأردنية يتقدمهم مهند المحارمة وأحمد هايل ورائد النواطير ومحمد العتيبي وقبل ذلك مع المدافع الصلب وسيم البزور فضلا عن تسلم المدير الفني العراقي ثائر جسام دفعة القيادة.
تلك المستجدات جعلت الخبراء يدلون بدلوهم ويتوقعون عودة قوية للفيصلي، وهو ما كان يتجسد فوق أرض الواقع فكانت البداية بالظفر بلقب بطولة درع الاتحاد للموسم الحالي بعدما اجتاز شباب الأردن في المباراة النهائية بهدف قائد الفريق حسونة الشيخ ، ليعلن الفريق عن جاهزية فنية كبيرة لبطولة الدوري والتي دخلها الفيصلي بأطماع واسعة ، فسطر الانتصارات المتتالية ولم يتذوق طعم الخسارة بتاتا حيث تعثر فقط بتعادله مرتين على امتداد مرحلة الذهاب أمام الجزيرة (1-1) والوحدات (0-0) لينجح في تبوأ الصدارة عن جدارة وبفارق مريح عن الطامعين.
ولأن الوحدات تذوق الأمرين بعد خروجه من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي في دور الأربعة أمام ناساف الأوزبكي، كان الفريق ينزف النقاط ويفتقد الثقة بقدرته على الدفاع عن لقبه، فجاء التعادل أمام الرمثا والجزيرة ليكشف خطورة الواقع الفني الصعب الذي يعيشه حامل اللقب، قبل أن تتأكد الحقيقة عندما تعرض الفريق لخسارة مباغتة امام شباب الأردن (1-2) ليضل الوحدات الطريق ويمنح منافسه الفيصلي الفرصة في التوغل أكثر بالصدارة .
ونال فريق الرمثا التقدير والإعجاب بالنظر للمستوى المتطور الذي ظهر عليه هذا الموسم بقيادة العراقي عادل يوسف، ليعيد للاذهان ذكريات الزمن الجميل لهذا الفريق الذي طالما نافس على القاب البطولات ونجح في أن يتوج بلقب الدوري مرتين في عقد الثمانينات.
وتظهر قوة فريق الرمثا التي ساهمت في تحقيق ما تحقق عندما تقدم ثانيا مع نهاية مرحلة الذهاب وبفارق الأهداف عن الوحدات، من خلال الروح القتالية التي يمتاز بها لاعبوه فضلا عن الرؤية الفنية الثاقبة لعادل يوسف الذي منح الفرصة لأكثر من لاعب شاب ليثبت جدارته ولعل مصعب اللحام يعد خير مثال وبات واحدا من أبرز نجوم بطولة الدوري حتى الآن.
وعانى فريقا شباب الأردن والبقعة من تذبذب النتائج بصورة لافتة للغاية، لكن شباب الأردن نجح في استعادة شيء من طموحاته عندما تعاقد مع المصري علاء نبيل خلفا للسوري عماد دحبور.
ولعل ما يلفت الانتباه والغرابة في آن معا ، هو وجود سبعة فرق أضحت مهددة بالهبوط وهي كفرسوم والمنشية وذات راس والجزيرة والجليل واليرموك والعربي .
وبحسبة رقمية بعيدة عن التعقيد فإن المتتبع للرصيد النقطي للفرق السبعة المهددة بالهبوط يجد التقارب الكبير، فعلى سبيل المثال يبلغ رصيد كفرسوم صاحب المركز السادس (12) نقطة فيما يبلغ رصيد فريق العربي الذي يقبع أخيرا وبالمركز الثاني عشرة برصيد (6) نقاط، وهو مؤشر خطير يؤكد بأن هذه الفرق لم تقدم المطلوب منها خلال رحلة مرحلة الذهاب.. وهي بحاجة ماسة لاعادة الحسابات يوم لا ينفع ندم ولا انين.
المفضلات