مع تزايد أعداد المحتجين بساحة التحرير وسط القاهرة، قالت إحدى الصحف الأميركية إن اختيار كمال الجنزوري رئيسا لوزراء مصر زاد الطين بلة، إذ ربما يؤدي إلى اتساع الهوة بين المجلس العسكري الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين، فيما ركزت أخرى على المأزق الذي تواجهه واشنطن وجماعة الإخوان حيال هذه الأزمة.
تقول صحيفة نيويورك تايمز إن اختيار الجنزوري ربما أثار حفيظة الإخوان المسلمين الذين ينظر إليهم على أنهم القوة السياسية الرئيسية الوحيدة التي وافقت على صفقة مع المجلس العسكري تسمح له بالاحتفاظ بالسلطة كاملة حتى إجراء انتخابات بحلول منتصف العام القادم.
وتضيف الصحيفة أن الجنزوري، كرئيس للوزراء في أواخر تسعينيات القرن الماضي، هو من كان يتولى المسؤولية عن السجون التي عذب فيها في تلك الفترة عشرات من الإسلاميين الذين يقودون الحركة في الوقت الحاضر.
وفي بيان صدر بعد وقت قصير من طرح اسم الجنزورى أعلن حزب الحرية والعدالة المنبثق عن حركة الإخوان بوضوح أن رئيس الوزراء المقبل "يجب أن يحظى بإجماع وطني وقبول شعبي، وعليه أن يقف على مسافة واحدة من جميع القوى السياسية".
وقالت الجماعة إن قادتها لم يجتمعوا مع المجلس العسكري الخميس، مما يعني –حسب نيويورك تايمز أنه لم يستشاروا في هذا الموضوع.
"
مصر لديها تاريخ طويل من العنف المتصل بالانتخابات، إذ يعتمد المرشحون في الغالب على البلطجية لتخويف الناخبين المناهضين لهم
"
وول ستريت جورنال
مخاوف الفوضى
وفي موضوع متصل، قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في مصر الاثنين القادم، وهي الأولى من نوعها منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد حسني مبارك في فبراير/شباط الماضي يمكن أن تمثل نقطة تحول في هذه المرحلة التي تنتقل فيها مصر من ستة عقود من الديكتاتورية إلى حكم ديمقراطي مدني.
وتحت عنوان "المصريون يخشون فوضى انتخابية"، قالت الصحيفة إن نشطاء ومسؤولين من أحزاب سياسية مصرية دعوا لتأجيل التصويت، محذرين من استمرار العنف في هذه العملية الانتخابية المعقدة بشكل غير عادي، وانخفاض الإقبال على التصويت وخروج نتائج مشكوك فيها من شأنه أن يطيل أمد الحكم العسكري ويفاقم زعزعة الاستقرار في البلاد.
ونبهت الصحيفة إلى أن مصر لديها تاريخ طويل من العنف المتصل بالانتخابات، إذ يعتمد المرشحون في الغالب على البلطجية لتخويف الناخبين المناهضين لهم، كما تتكرر الاشتباكات بين الشرطة والناخبين، مشيرة إلى أن المصريين، الذين اعتادوا على هذه الممارسة، يتوقعون استمرار العنف في الانتخابات الحالية.
ورغم أن الكثير من الأحزاب قد قررت مقاطعة هذه الانتخابات، فإن جماعة الإخوان المسلمين التي ينظر إليها على أنها أكبر الأحزاب المعارضة بمصر تؤيد إجراء الانتخابات المذكورة في موعدها، لكن هذه الجماعة شهدت ما يشبه التمرد داخل بعض صفوفها، إذ أعلن ما لا يقل عن 150 من عناصرها تجميد عضويتهم فيها بسبب مفاوضاتها مع القادة العسكريين ورفضها تأييد المحتجين بساحة التحرير.
وذكرت الصحيفة أن الشيخ يوسف القرضاوي، الذي قالت إن جماعة الإخوان تجله وتقدره، وصل إلى القاهرة مساء الأربعاء، ويرجح أن يقوم بمهمة وساطة لرأب الصدع الذي أصاب الجماعة.
"
إدارة أوباما عالقة بين خيارين أحلاهما مر، فإما دعم المضي قدما في الانتخابات التي يرجح أن يفوز فيها الإسلاميون وتكون بذلك مساندة لتحول مصر إلى الديمقراطية، وإما أن توصي بتأجيل الانتخابات وهو ما يفضله كثير من الليبراليين، لكن الإدارة بذلك تخاطر بأن توسم بأنها معادية للديمقراطية
"
كريستيان ساينس مونيتور
موقف واشنطن
ودعت الولايات المتحدة المجلس العسكري إلى المضي قدما في إجراء الانتخابات المذكورة في موعدها الأسبوع القادم، رغم استمرار العنف واحتمال فوز حركة الإخوان والحركات الإسلامية الأخرى.
وقالت صحيفة كريستيان سياينس مونيتور إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تجد نفسها عالقة بين خيارين أحلاهما مر، فإما دعم المضي قدما في الانتخابات التي يرجح أن يفوز فيها الإسلاميون وتكون بذلك مساندة لتحول مصر إلى الديمقراطية، وإما أن توصي بتأجيل الانتخابات وهو ما يفضله كثير من الليبراليين، لكن الإدارة بذلك تخاطر بأن توسم بأنها معادية للديمقراطية.
ورغم هذه المخاوف، ما زالت الولايات المتحدة مصرة على دعمها للخطة الانتخابية المعمول بها، حيث قالت المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن "أفضل أمل للديمقراطية في مصر يكمن في المضي قدما في هذه الانتخابات لتمكين الشعب من التعبير عن نفسه من خلال صناديق الاقتراع، ومن ثم تمكين عملية التحول الديمقراطي من التقدم في مصر".
المصدر: الصحافة الأميركية
المفضلات