كشف علماء أميركيون أنهم يقتربون من تحقيق حلم تطوير أنظمة كمبيوتر جديدة يمكنها أن تقوم بتقليد عمل الدماغ وتكراره، وذلك عبر تصميم شرائح إلكترونية تستطيع محاكاة آلية تكيُّف أعصاب الدماغ واستجابتها للمعلومات الجديدة التي تصلها.
وأعلن باحثون في معهد «ماساتشوسيتس» للتكنولوجيا في الولايات المتحدة ان «من شأن الشرائح الإلكترونية الجديدة أن تحدث في نهاية المطاف تواصلا بين الأطراف الاصطناعية والدماغ، الشرائح ستمهِّد الطريق أيضا أمام اختراع آليات جديدة تتميَّز بالذكاء الاصطناعي ،بحسب ما افادت شبكة (بي بي سي)
يُشار إلى أن الدماغ يحتوي على نحو 100 مليار خلية عصبية تشكِّل كلُّ منها مشابك توصيل، أي وصلات بين الخلايا العصبية التي تتيح تدفُّق المعلومات، مع العديد من الخلايا الأخرى.
وتُعرف مثل تلك الخاصيَّة بـ «الليونة» أو «اللدونة»، ويُعتقد أنها تدعِّم العديد من وظائف الدماغ، كالتعلُّم والذاكرة.
اضاف الباحثون «يمكننا تدوير العوامل المتغيرة في الدارة لتطابق قنوات أيونية معينة. ونحن لدينا الآن طريقة لرصد كل عملية أيونية تحدث في الخلية العصبية».
وتمكَّن فريق معهد ماساتشوسيتس، بقيادة العالم تشي سانغ بون، من تصميم شريحة كمبيوتر يمكنها أن تحاكي نشاط مشبك دماغي بمفرده.
ويعتمد نشاط تلك المشابك على ما يُدعى بـ «القنوات الأيونية» التي تضبط عملية تدفُّق الذرات المشحونة، كذرات الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم.
وتحتوي الشريحة الدماغية (الشريحة الإلكترونية الجديدة) على نحو 400 ترانزيستور، وقد جرى ربطها وشبكها مع بعضها بطريقة تتيح محاكاة دارة الدماغ.
ويتدفق التيار عبر أجهزة البث (الراديو) بنفس طريقة تدفُّق الأيونات عبر «القنوات الأيونية» في الخلية الدماغية.
وقال كبير الباحثين بون «يمكننا تدوير العوامل المتغيرة في الدارة لتطابق قنوات أيونية معينة. ونحن لدينا الآن طريقة لرصد كل عملية أيونية تحدث في الخلية العصبية».
ويبدو أن علماء الأعصاب معجبون بما توصَّل إليه زملاؤهم الباحثون في معهد ماساتشوسيتس. وقالوا «انها تمثِّل تقدما كبيرا في الجهود الرامية لإدماج ما نعرفه عن بيولوجيا الأعصاب واللدونة التشابكية (أي مرونة المشابك العصبية) ضمن شرائح الكمبيوتر».
ويخطط فريق الباحثين الآن لاستخدام الشريحة التي صمموها لبناء أنظمة تحاكي وظائف عصبية محددة، كعملية التجهيز أو التفاعل المرئي.
المفضلات