قالت صحيفة إندبندنت إن سيف الإسلام القذافي، الذي كان وقع أمس بيد الثوار في بلدة أوباري جنوبي ليبيا، يملك منجما من المعلومات حول اتفاقات نظام والده مع الغرب، فرئيس الوزراء الأسبق توني بلير واللورد ماندلسون وأسماء مثل ناثانيال روتشيلد وأوليغ ديراباسكا كلهم مرتبطون به.
وأوضحت الصحيفة أن سيف الإسلام مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، لكن الليبيين قالوا إنه سيحاكم في ليبيا أولا، وقال وزير العدل الليبي محمد العلاقي للجزيرة إنه على اتصال بالمحكمة الدولية لمناقشة طريقة التعامل مع ابن القذافي، وقال العلاقي "نحن لا نعارض حضور ملاحظين دوليين للمحاكمة التي ستُعقد".
وأكدت الصحيفة أنه بغض النظر عن الطريقة التي سيتم التعامل بها في محاكمة سيف الإسلام القذافي، فإن السؤال يتمحور حول دوره المحتمل في الاتفاقات مع الغرب في موضوع النفط، أو الإفراج عن عبد الباسط المقرحي، وما إذا كان مستعدا من الأساس للتكلم في هذه المواضيع.
وكشفت الصحيفة أنه كثيرا ما لعب دور الوسيط في نظام والده، ففي عامي 2002 و2003 ساعد في إنجاز الاتفاق الذي انتهى بتخلي ليبيا عن برنامج أسلحة الدمار الشامل، وتدخل لدى مجموعات مسلحة للإفراج عن رهائنها، وموّل أبحاثا في مدرسة لندن للاقتصاد حيث حصل على شهادة دكتوراه ثم لاحقته اتهامات بأنه انتحلها، واشترى منزلا في هامستد بشمالي لندن بعشرة ملايين جنيه إسترليني، واستقبل قادة عالميين ومفكرين غربيين في ليبيا ورسم لنفسه صورة بطل الإصلاحات السياسية والاجتماعية. وفي عام 2009 شارك في تسهيل الحوار الذي أفضى إلى الإفراج عن المتهم الوحيد بتفجير لوكربي عبد الباسط المقرحي.
وأكدت الصحيفة أن هذه الفترة جعلت منه وجها إصلاحيا، حيث اتصل بأشخاص مثل اللورد ماندلسون والأمير أندرو، وأوليغ ديريباسكا حيث استثمرت ليبيا مبالغ ضخمة في مصانعه للألمنيوم، وكذلك التقى ناثانيال روتشيلد. ومن بين الوثائق التي عُثر عليها بطرابلس في شهر سبتمبر/أيلول الماضي رسالة تعود لعام 2007 من توني بلير حيث خاطبه قائلا "عزيزي المهندس سيف" و"أهديك أروع التمنيات"، كما عرض عليه المساعدة في أطروحته بمدرسة لندن للاقتصاد.
وقالت الصحيفة إن سيف الإسلام أثبت في النهاية أنه ابن والده، فقد توعد المعارضين في بنغازي بعد خمسة أيام من بدء المظاهرات بنهر من الدماء إذا رفضوا عرض إصلاحات الحكومة، وقال "سنقاتل حتى آخر رجل وآخر امرأة وآخر رصاصة، ولن نخسر ليبيا".
وأضافت الصحيفة أن سيف الإسلام تحول من أمل لإصلاح نظام والده إلى هارب تطارده المحكمة الجنائية الدولية، وانتهى في قبضة الثوار أمس.
المصدر: إندبندنت
المفضلات