الادوية والرضاعة الطبيعية - 31
الهرمونات ومضادات الهرمونات .
1) موانع الحمل الفموية( Oral Contraceptives )
موانع الحمل عادة توصف بعد الأسبوع السادسمن الولادة لحماية المرأة النفساء ( Puerpera ) من الحمل،ومساعدة الرحم ليعود الى وضعة الطبيعي، ولحث عودة الدورة الشهرية . (8)
أدوية موانع الحمل تتدخل في مستويات الأغذية في البلازما، وتقلل من انتاج الحليب، وتطرح في الحليب بكميات ملحوظة، وانهذه التغيرات تتأثر بنوع وكمية ومدة استخدم موانع الحمل. وان المسؤول عن هذه التغيرات بالدرجة الأولى هو الاستروجين ومشتقاته(8) . لقد تبين بأن استخدام حبوب موانع الحمل المحتوية على الاستروجينوالبروجسترون لها تأثير واضح على الرضاعة ومن هذه التأثيرات ما يلي10)
1) انخفاض في انتاج الحليب، فقد لوحظعند معظم النساء بمعدل 15 - 80 % مع الأخذ بعين الاعتبار وقت بدء الاستخدام أثناءفترة الرضاعة . ولهذا فان الانخفاض الحاد في انتاج الحليب يعتبر من الأسباب التيتؤدي الى تأخر النمو عند بعض الأطفال .
2) استخدام حبوب موانع الحمل يمكن أنيؤدي الى انخفاض في مستويات بعض مكونات الحليب .
3) استخدام حبوب موانع الحمل يمكن أن يؤدي الى تغيرات استقلابية لعدد من المواد الغذائية عند النساء غير المرضعات، فلقدوجد بأن مستوى البلازما من فيتامين (A) مرتفع، مع انخفاض في مستويات البلازما من الفيتامينات الأخرى بسبب زيادة طرحها من الجسم مثل ( فيتامينB6 ، رايبوفلافين ،وبانتوثينيك ، ...... ).
فمثلاً، لقد وجد بأن مستوى فيتامين ب6 ( vit.B6 ) كان متدنياً بدرجة كبيرة في الحليب والبلازما للنساء اللواتي استخدمن موانع الحمل لفترة طويله مقارنة بالنساء اللواتي لم يستخدمن موانع الحمل.ولهذا فان التغيرات النوعية في الحليب اضافة الى قلة حجم الحليب الناتجة من تناولموانع الحمل يمكن أن تضع الطفل الرضيع تحت خطورة هذه التغيرات. ومن ناحية مخبرية ،فقد لوحظ أن الأطفال الذين تسجل لهم درجات أبجار( Apgar scores ) *بشكل غير مرضي يكون لدى أمهاتهم مستويات متدنية من فيتامين ب6 في البلازماوالحليب. وفي اليوم الرابع عشر بعد الولادة كان تركيز فيتامين ب6 في الحليب يقدربـ 26مايكروغرام/لتر عند النساء اللواتي يتناولن موانع الحمل لفترات طويلة ( أكثرمن 30 شهراً ) . وفي ملاحظة مخبرية أخرى وجد بان الأمهات المرضعات ممن ينتابهن رعشات حليبية دورية (milkperiodic seizures ) خلال الأسابيع الأولى من حياة أطفالهن ، لوحظ أن مقدار أخذهن فيتامين ب6 كان قليلاً ( 1.5 ملغم /يومياً ) .وأن تركيز فيتامين ب6 في حليب الأم في الشهر الأول كان فقط 67مايكروغرام/لتر ، وفي هذه الفترة كان الطفل ينتابه اعراض عصبية نتيجة قلة فيتامينب6 الواردة اليه عن طريق الحليب، في حين أن هذه الأعراض اختفت عند تناول الطفلالأغذية المساعدة التي تحتوي على ما يعادل من 20 الى 60 ملغم فيتامين ب6 . وهذايقودنا الى الافتراض بأن قلة أخذ الأم لهذا الفيتامين جنباً الى جنب لقلة المخزون النسيجي له بعد أخذ الأم لموانع الحمللفترة طويلة ( 3.5 سنة ) نتج عنه ضعف تغذية الأم لهذا الفيتامين والذي يعكس انخفاضمستواه في الحليب . (8)
وفي دراسة أخرى أجريت على أم عمرها 36 سنة لأول وضع لها (Primigravida ) حيث لوحظ أن طفلها ظهر عليه أعراض عصبية في أسبوعه الأول من عمرهوهذه الأعراض شملت الحركة الزائدة (Hyperactivity ) مع بكاء حاد مفرط(Shrill cries ) وشد في العضلات وخصوصاً عضلات الظهر والرقبة (rigid opisthotonos ) مع ظهور شحوب لفترات قصيرة جداً . تبين من السجل التاريخي للأمأنها كانت تتناول موانع الحمل لمدة عشر سنوات وانقطعت عنها قبل الحمل بأسابيع قليلة ، عند الوضع كان مستوى فيتامين ب6 نصف المستوى المتوقع، بعد أسبوع منالولادة كان محتوى الحليب من فيتامين ب6 قليلاً جداً وكذلك مستوى Pyridoxal phosphate كان قليلاً جداً ايضاً في بلازما الطفل ولهذا ظهرتالأعراض العصبية على الطفل، في هذه الأثناء أعطيت الأم Pyridoxalphosphate لغاية 20ملغم / يومياً مما نتج عنه زيادة فيتامين ب6 في الحليبوغياب الأعراض العصبية عن الطفل بدون علاجات اضافية . (8)
ظهور موانع الحمل في الحليب يشكل خطورةاضافية على الطفل، فقد أظهرت بعض الدراسات زيادة حجم ثدي طفل ذكر رضيع بعد تناولالأم 2.5 ملغم يومياً من mestranol وأن حجم الثدي عاد الى وضعه الطبيعي بعد وقفالارضاع من الثدي. ان مدى ظهور هرمونات جنسية معينة في الحليب يعتمد على مدى درجةارتباط ذلك الهرمون ببروتينات البلازما، فمثلاً درجة الارتباط العالية لمستحضراتالتستسترون مثل norgestrel و norethisterone لبروتينات البلازما تحد منانتقالها الى الحليب حيث تبلغ (M/P) لهما فقط 0.15 . (8)
مستحضرات مشتقات البروجسترون ( Progestins ) لها تباين كبير في درجة ارتباطها ببروتينات البلازما وقد وصلت قيم(M/P) للبعض منها لغاية 0.8، في حين أن مركبات الأستروجين مثل Mestranol و estradiol لها درجة ارتباط منخفضة ببروتينات البلازما مما يجعلها أكثر ظهوراً في الحليب، ولأن معظم موانع الحملالمعروفة تحتوي على مركبات الأستروجين فان على الأم أن تمسك عن تناول مثل هذهالموانع . (8)
وقد أوصى بعض الباحثين فيما يخص موانع الحمل بما يلي :-
- اذا لم يكن هناك بديلاً عن حبوب موانع الحمل فيجب الابتعاد عن تلك المحتوية على مركبات الأستروجين خلال الرضاعةوالاستعاضة عنها بالحبوب التي تحتوي على مركبات البروجسترون وبكميات قليلة، في حين أن هناك أراء لاتشجع استخدام موانع الحمل نهائياً .
- مع الازدياد العالمي المستمر لاستخدام حبوب موانع الحمل، فان ذلك يتطلب مزيداً من البحث والدراسة لتوضيح تأثيرها على الرضاعة الطبيعية .
المرجع : الحنيطي، راتب :الادوية والرصاعة الطبيعية
*Apgar scores : تعبير عددي لصحة الطفل وقدرته على الحياة، يتألف من مجموعالنقاط من (0) الى (10) معتمدة على خمس علامات مرتبة حسب الأهمية تحسب للطفل منالدقيقة الأولى وحتى الدقيقة الخامسة بعد ولادته وهي ضربات القلب، التنفس، الشدالعضلي، الانعكاسات العصبية واللون .
المفضلات