عمان - حيدر المجالي - في الوقت الذي يستبشر فيه مزارعون بموسم زراعي جيد لهذا العام، إلا أنهم يشددون على ضرورة تقديم دعم حكومي لا ينحصر في الاعلاف المدعومة وانما في التقنيات الفنية وانشاء الحفائر المائية.
وشهد الموسم الحالي انخفاضا في معدلات الهطول المطرية، وارتفاعا في درجات الحرارة التي كانت أعلى من معدلاتها في مثل هذا الوقت من السنة من (5 - 9) درجات،ما أثر على قطاعات عديدة أهمها (الثروة الحيوانية) نتيجة فقر المراعي الخضراء خلال شهر تشرين ثاني.
ويرى رئيس اتحاد المزراعين عودة الرواشدة ان الوقت ما يزال مبكرا للحكم على الموسم الزراعي وان الفرصة لا تزال سانحة لهطول كميات كبيرة من الامطار ، إلا أنه يدعو في ذات الوقت الجهات الرسمية تقديم الدعم اللازم للمزراعين، ليس فقط الاعلاف المدعومة وانما في التقنيات الفنية وإنشاء الحفائر المائية.
وطالب الرواشدة الحكومة بعملية الحصاد الماثي عبر « نظام الحفائر المائية» أو البرك وذلك بتفعيل الآليات المناسبة لدى الأجهزة المعنية لاستغلال هذا النوع من الحصاد.
واشار الى ان الامطار التي هطلت اخيرا كانت جيدة وساعدت الى حد كبير في نضوج ثمار الزيتون وغسلها وتنقيتها من الشوائب، كما تساعد في الزراعات الحقلية (القمح والشعير) اضافة الى انعكاسها الايجابي على مربي الثروة الحيوانية.
وبين ان المزارع لا يتطلع الى التعويض الذي ربما يناله من الحكومة في حالة الجفاف، بقدر ما يتطلع الى كميات وفيرة من الأمطار تساعده في التقليل من الخسائر التي يتعرض لها، منوهاً الى ان التعويض يقتصر فقط على الكلفة فقط فهو لا يتجاوز 25 بالمئة من الخسارة الإجمالية إذا ما اخذ بالاعتبار الكلفة والمردود.
ولفت الرواشدة الى أن مربي الثروة الحيوانية تضرروا بسبب نقص الأعلاف الخضراء التي عادة ما تساعد كثيراً مع الأعلاف الجافة، لأنها تفيد الحيوان من الناحية الصحية وتقلل نسبة نفوق المواليد، معللاً الأسباب: ان الأعلاف الخضراء تمد الحيوان بما يحتاجه من الشجيرات الرعوية التي تقيه من الأمراض وتساعده على النمو.
وبين إن كميات الأمطار التي هطلت خلال الموسم المطري للعام الحالي لم تكن كافية لنمو نباتات رعوية، ما أدى الى ضرر المزارع نتيجة احتياجه لكميات كبيرة من الأعلاف الجافة، ونفوق أعداد كبيرة من المواشي.
وأشار الى ان الأمطار عادة تهطل بشكل ملحوظ في أربعينية الشتاء، غير ان الواقع هذا العام يؤشر على قلة الهطول مقارنة بالأعوام الماضية، ما يؤشر الى ان الموسم بمجمله لن يكون بالمستوى المطلوب.
ودعا الى إجراء بحوث زراعية مناسبة للتصدي لظاهرة التغير المناخي، من خلال تفعيل البحث العلمي لمقاومة هذه الظاهرة، وبالتالي البحث عن إنتاج سلالات زراعية تتناسب مع كميات الأمطار التي تهطل، وكذلك سلالات حيوانية تدر كميات حليب أوفر ومواليد توائم.
وبين الرواشدة ان ثمة تجاوب كبير من المزارعين في مجال تنويع الانتاج الزراعي وخاصة في مناطق الاغوار الجنوبية، بما يخلق حالة من التوازن ما بين الانواع المزروعة وبما يخفف من عبء فائض الانتاج.
وجاءت استجابة المزارعين نتيجة التوصيات التي خلصت لها ورشة العمل المتخصصة التي عقدها المركز الوطني للبحوث والارشاد الزراعي الداعية الى تنويع الانتاج الزراعي.
واشار الى ان التوجه كان لزراعة محصول البندورة، اذ تجاوزت زراعة هذا المنتج 55 الف دونم في السنوات الماضية غير ان الرقم تراجع الى 30 الف دونم نظرا لقناعة المزارع بان التنويع في الانتاج يعود بالفائدة المباشرة على المزارع نفسة خاصة في التسويق، الذي يحد من الخسائر.
يذكر ان عشرات المزراعين القوا العام الماضي بفائض انتاجهم من مادة البندورة في الشارع العام نظرا لتندني سعرها بسبب اغلاق بعض الاسواق الخارجية وزيادة الانتاج.
المفضلات