«عمان مدينة خالية من التدخين» هذا شعار جديد, ليس حلماً يراود الحريصين على عافيتهم اولاً, ومن ثم على صحة ابناء الوطن كافة, كما أنه ليس امنية العاملين على مكافحة سرطان الرئة, لكنه مشروع نجحنا في كسب منحة لتمويله بانتظار بدء خطوات تنفيذه, على أمل ان يصل يوماً ما.. لعله يكون قريباً, بأن تخلو الاماكن العامة جميعها من ظاهرة التدخين تماماً, وليس على الانماط الخجولة التي نراها الان, والتي تسقط امام رغبة مدخنين في تحدي القانون الحامي للصحة العامة, وممارسة هذه العادة القبيحة واحياناً كثيرة أمام او تحت أو قرب لوحة مكتوبة بالخط العريض «ممنوع التدخين».
عملياً.. الاحصاءات تتحدث عن زيادة اعداد المدخنين, بدخول مجموعات جديدة من اطفال بلغوا سن المراهقة فوجدوا بيئة مدخنة حولهم فاقتدوا بها ظانين انهم يحققون رجولتهم عبر هذه الممارسة الخاطئة, هكذا فإن تنقية البيئة من المدخنين الذين ان تمت محاصرتهم عند الاماكن العامة, فإنهم سوف يتراجعون إما الى بيوتهم حيث يعيشون ويقبلون على أنفسهم تسميم فضاءات هذه البيوت بالسموم التي ينفثونها, واما بالخروج الى الفضاء المفتوح ليمارسوا هذه العادة كالمنبوذين, وهنا وهكذا فقط يمكن أن ترسم الخطوة الاولى لتراجع اعداد المقلدين الذين يقعون في حبائل هذه العادة المذمومة.
والغريب اننا لا نجد سببا خارج حقيقة التراخي والاهمال في تفعيل نصوص قانونية ملزمة التطبيق تحت طائلة العقوبات تمنع التدخين في الاماكن العامة وبوضوح لا يحتاج الى لبس او مداراة او تحايل على ما حددته بكل اصرار منعت معه التدخين في اماكن عامة لم تتركها على اطلاقها ولكن وضعت تشريعات تحددها لتفعيل لا يحتمل التأويل، وحددت العقوبات التي تطال كل من يخالف هذه النصوص القانونية التي حملت الحزم في صيغها لكن يبدو ان الحزم غائب عن التطبيق سواء بالادوات او النية في انفاذ هذا التطبيق لاسباب ضعف ربما يعود لادوات التنفيذ او سوء نوايا اولئك الذين اوكلت اليهم مهام التنفيذ.
على امتداد العالم هناك مدن عديدة صارت خالية من الدخان وبالتالي التدخين وربما صار الدخان يدخل اليها مهربا ونجاح هذه المدن في الوصول الى هذه الحالة يعني ان النجاح عندنا في عمان ممكن اذا صح العزم وانعقدت العزيمة ووقعنا على الوسائل الصحيحة في معالجة هذه الظاهرة السلبية، فالمعروف ان التدخين موقف سلوكي يحتاج التخلص منه الى معالجات سلوكية من بينها الضوابط القانونية التي يجب ان تسبقها خطوات تغذية الوعي بالقناعات القادرة اولا على تعديل السلوك ثم بناء الثقافة المجتمعية التي تقف في وجه هذه الممارسة الخاطئة التي يصر البعض على التشبث بها رغم الكثير من الحجج والدلائل والحقائق التي تؤكد الآثار الصحية المدمرة للتدخين.
نزيه
المفضلات