علي فريحات
تعاقبت سنوات الحياة على صمود شجرة .!
- انها شجرة الكينا وسط مدينة عجلون.!
ومع ان جوانب الحياة ؛ما زالت تدب في اغصانها الخضراء الوارفة الظلال، ماوفر لها مكانة خاصة في قلوب وذاكرة أبناء عجلون وجوارها من القرى والارياف ، كونها تشكل رمزا ومعلما بارزا يعتز به ،ربما يحق لنا ان نقول عنها انها عجوز الالفية الثالثة ، ذلك عنوان خلودها ومدى حاجتنا اليها .
وتتعانق شجرة الكينا والتي يزيد عمرها على أكثر من 120 عاما مع منارة مسجد عجلون الكبير حيث ترتبط بها قصص وحكايات يعرفها مواطنون في عجلون ففقدان هذه الشجرة سيضفي بعدا غير حضاري ولذلك فان مختلف الجهات تسعى جاهدة للحفاظ عليها وعلى جمالها الذي يعتبر جزءا وركنا أساسيا وسط المدينة.
بحسب روايات أهل المدينة فقد زرعت هذه الشجرة والتي يبلغ ارتفاعها حاليا 40 مترا و 415 سم ومحيط ساقها بقطر 132 سم في عهد القائم مقام ( محمد الحمود) على رأس نبع عجلون وغرسها المرحوم سعيد اللحام لتنمو أولا بأول حتى وصلت الى ما هي عليه الان.
ونظرا لما آلت اليه حال الشجرة قبل 3 أعوام فقد باشرت مديرية الزراعة بالتعاون مع بلدية عجلون الكبرى بالعمل على اعادة تشبيب واحياء شجرة الكينا من خلال البدء بعملية قص وتقليم الاجزاء العلوية اليابسة من الشجرة وباقي الافرع الجافة فيها وتنظيف الاوراق والافرع الساقطة على الاجزاء الخضراء من الشجرة.
وكذلك تنظيف الساق من القشور اليابسة والمسامير وازالة الصور ودهن الساق بعجينة بوردو للمحافظة على الساق من الاضرار التي لحقت به جراء الاعتداء على الشجرة وتعليق اليافطات وغيرها.
كما تم عمل حوض بيضوي حول منطقة الساق للوصول الى التربة الحقيقية لغايات تنشيط طبقة الجذور السطحية لعمل التغذية والري والتسميد المناسبة لاعادة انعاش الشجرة وعمل قفص معدني وبشكل اسطواني بارتفاع 3 امتار حول الساق وبمنظر جمالي مناسب ودهنه باللون الاخضر وذلك لحمايته مستقبلا من اي عبث او اعتداء وكذلك القيام بعمليات رش علاجي ووقائي لما تبقى من الاجزاء الخضراء لمكافحة مرض الفيوزاريوم بمادة ثيوفينت ميثيل 70 وبمعدل رشة واحدة كل 21 يوما وعلى 3-5 رشات كما تم رش الاوراق بسماد ورقي نيوترليف وبمعدل 3 رشات كل 45 يوما مرة لتعويض نقص امتصاص العناصر الغذائية من التربة بسبب تلف طبقة الجذور السطحية ولكون وجود الشجرة داخل الطريق الرئيسي المعبد.
ومنذ ذاك الوقت بقيت شجرة الكينا يتيمة تعاني من الاهمال فهي بحاجة الى مزيد من العناية من خلال ريها وتسميدها ورشها لتلافي تعرضها للامراض وتيبس في أغصانها.
وطالب عدد من المهتمين في مجال البيئة وهم حسين المومني ومحمد حمد البعول وحمزة الصمادي بزيادة الاهتمام بهذه الشجرة وتقليمها وتسميدها ومنع مختلف اشكال التعديات عليها من خلال تحويلها لواجهة إعلانية ودعائية بوضع الملصقات أو تعليق اليافطات عليها في المناسبات المختلفة، مشيرين الى أن شجرة الكينا كرمز تجاوز المائة وعشرين عاما تعتبر كنزا نظرا لأهمية وجودها وتاريخها.
واكد مدير زراعة عجلون المهندس عبد الكريم شهاب ان: الشجرة مسؤولية كل المواطنين .
مشيرا الى ان: كوادر المديرية وبالتعاون مع بلدية عجلون ستنفذ حملة لقص وإزالة الأغصان اليابسة ودهن الساق بعجينة بالاضافة الى رش الاوراق بسماد ورقي ورييها باستمرار لضمان ديمومة نضارتها، بالإضافة إلى إزالة كافة أشكال التعديات الموجود على الشبك المحيط بها كونها تشكل مظهرا غير حضاري.
وقال رئيس لجنة بلدية عجلون الكبرى المهندس معين الخصاونة ان : البلدية ستقوم بوضع اشارات تحذيرية لمنع تعليق اليافطات عليها وستقوم بمتابعتها من خلال لجنة البيئة في البلدية من اجل المحافظة عليها وسقايتها ومنع كافة اشكال الاعتداءات عليها نظرا لاهمية الشجرة التي تقع في صحن المدينة وتعتبر دليلا واضحا لابناء المحافظة والزائرين مبينا ان البلدية قامت بوقت سابق بعمل سياج حولها .
وثمّن الخصاونة الدور الذي التي تقوم به مديرية زراعة عجلون للمحافظة على هذه الشجرة وديمومتها .
المفضلات