خبراء الموظف بحاجة الى اسبوع اجازة كل شهرين
تؤكد دراسات بحثية عالمية ان الموظف يحتاج الى اجازة لمدة اسبوع واحد على الاقل بعد كل ثمانية اسابيع عمل . وتبين استاذة علم النفس في الجامعة الاردنية الدكتورة اروى العامري ان ساعة تامة من الاستراحة والقيام باعمال محببة , ضرورية لكل شخص بعد ساعات النهار التي يقضيها الموظف في عمله. وتقول لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان ضغوط الحياة بشكل عام وضغوط العمل على وجه التحديد تؤديان الى الاصابة بامراض بدنية وعقلية ما يزيد من اهمية اخذ الاجازة للنوم والاسترخاء . ومن الضروري كما تضيف ان يكون هناك يوم كامل للراحة التامة في حياة الانسان كل اسبوع , وهذا يعني عدم القيام بالاعمال الروتينية والذهاب في رحلة او قراءة شيء محبب اليه , او مشاهدة الافلام السينمائية , وانه من المهم عدم القيام باعمال روتينية.
وتؤكد ان قضاء الاجازة بالاسترخاء او القيام بنشاط محبب لدى الشخص يضمن العودة الى العمل بشعور مفعم بالنشاط والحيوية ما يؤدي الى تحسين الانتاج . وتدعو استاذة علم النفس الى ما اسمته اراحة العقل مشيرة الى ان ممارسة الرياضة والاسترخاء او الجلوس تحت الاشجار من شأنه ان يسهم في ذلك ولو بدرجة قليلة . الموظفة امل الموسى جددت قابليتها للعمل وفقا لقولها بعد قضائها اجازة لمدة اسبوعين مع عائلتها في رحلة داخلية شملت مختلف المناطق السياحية في المملكة من العقبة جنوبا الى ام قيس شمالا . الموسى التي تعمل بوظيفة حكومية منذ 15 عاما تقول :ان الفترة التي قضتها في اجازتها كانت من امتع الاوقات . موظفون يأخذون اجازاتهم لانجاز المعاملات الرسمية او لزيارة الطبيب وآخرون يأخذونها لتسجيل الابناء في المدارس او تجديد الرخصة .
والام العاملة فادية تقسّم اجازتها السنوية لتستفيد منها في شهر رمضان الفضيل او عند بداية فصل الصيف او فصل الشتاء ودائما للقيام بالاعمال المنزلية وعند انتهاء اجازاتها السنوية تلجأ الى الحصول على اجازة طبية. وتحاول الموظفة ريم عدم اخذ اجازات كثيرة في السنة لانها تريد جمعها لاخذها في اوقات الامتحانات ولاسيما ان ابنها الاكبر في الصف التوجيهي , وتحتاج لان تكون في راحة تامة لتساعده على الاسترخاء وتسهر معه للدراسة اذا احتاج الامر ذلك . وتقول انها اعتادت على اخذ اجازاتها السنوية فترة الامتحانات السنوية لابنائها للمساعدة في تدريسهم واعداد الطعام قبل عودتهم لتوفير افضل الاجواء المناسبة من اجل الحصول على افضل العلامات . مجلس الوزراء كان اصدر في الخامس والعشرين من كانون الاول من العام 1999 بلاغا يقضي بتعطيل الوزارات والدوائر الرسمية والمؤسسات العامة يوم السبت من كل اسبوع واعتباره يوما للراحة ويكون يوم الجمعة هو يوم العطلة الرسمية , وتم العمل بالقرار مطلع العام 2000 . ويؤكد عدد من الموظفين ان يوم السبت يعد يوما لشراء حاجيات المنزل او للتنظيف او لانجاز بعض المعاملات في المؤسسات التي تعمل في ذلك اليوم .
استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور مجد الدين خمش يتحدث عن فوائد الاجازة قائلا : انها تجدد نشاط الموظف وتعيد اهتمامه وتركيزه في عمله لان روتين الوظيفة والعمل اليومي يؤديان الى احداث تأثير تراكمي من شأنه احداث ملل وعدم رغبة في العمل وعدم تركيز ايضا . ويؤكد على اهمية تنظيم الدوام اليومي بحيث يشمل فترات استراحة قصيرة لتناول كوب من الشاي مثلا, اضافة الى نصف ساعة اخرى لتناول وجبة خفيفة، وان لا يكون هناك تواصل بساعات العمل . ويوضح اهمية الاجازة السنوية في حياة العاملين بشكل عام حيث يتولد لدى الموظف شعور تراكمي بالملل , وميل الى الكسل من الناحية الجسمية وتصبح الاجازة ضرورة ملحة للابتعاد عن جو العمل والدخول باجواء اخرى لفترة طويلة نسبيا لاعادة التشوق للعمل .
ويبين اهمية السفر حيث يكتشف الشخص خبرات جديدة ويتنشط اكثر ويعود الى العمل بنفسية ودافعية جديدة مشيرا الى انه لا يوجد لدينا في المملكة حتى الان تقليد لقضاء الاجازة السنوية خارج البلاد . ويوضح ان فكرة اخذ الاجازة للاسترخاء تعد نمط حياة , وما هو موجود عندنا ان الغالبية تأخذ اجازة يومين مثلا لانجاز اعمال معينة , مبينا انه لا ضرر من ذلك لان الهدف يكون تغيير جو العمل , ما يؤدي الى تجديد النشاط واستئناف العمل من جديد بنفسية جديدة . ويشير الدكتور خمش الى ان الكلفة المادية لقضاء الاجازة خارج المملكة قد تكون السبب وراء عزوف الكثيرين عن السفر, داعيا الى تحقيق فكرة الاجازة من اجل الاسترخاء .
وينصح من يأخذ الاجازة بان يقضيها في الرحلات الداخلية وزيارة المناطق السياحية مثل ماعين والبحر الميت والعقبة مشيرا الى ان الرحلات الجماعية غير مكلفة الى حد ما . ويقول ان العقل يصبح مجهدا بسبب التكرار والروتين وعندما يتنشط , فان الجسم يتنشط تلقائيا داعيا الى اخذ الاجازة بشكل متصل للتخلص من الملل والتوتر المتراكم نتيجة العمل والعودة بنشاط وحيوية الى العمل
المفضلات