استغربت وزارة الخارجية السورية من الرسالة الفورية التي بعثتها اللجنة الوزارية العربية إليها التي أدانت فيها استمرار عمليات القمع في سورية, كونها استندت إلى أكاذيب إعلامية بثتها قنوات التحريض حول سقوط عدد من القتلى في عدة مدن سورية يوم الجمعة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين قوله إن" وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم تلقى رسالة من رئيس اللجنة الوزارية المنبثقة عن مجلس الجامعة العربية في ساعة متأخرة من مساء الجمعة بعد الاطلاع على مضمونها من وسائل الإعلام تتضمن مواقف تستند أساسا إلى أكاذيب إعلامية بثتها قنوات التحريض المغرضة حول ما جرى في سورية بالأمس".
وكانت اللجنة الوزارية العربية أرسلت الجمعة "رسالة عاجلة" إلى السلطات السورية أعربت فيها عن "امتعاضها لاستمرار عمليات القتل"، مطالبة إياها بفعل "ما يلزم لحماية المدنيين".
وجاءت الرسالة العاجلة التي أرسلتها اللجنة الوزارية إلى السلطات السورية غداة تناقل تقارير إعلامية أنباء عن سقوط مدنيين وعسكريين يوم الجمعة جراء استمرار حركة الاحتجاج في مدن سورية.
وأشار المصدر إلى أنه "كان من المفترض برئيس اللجنة الوزارية الاتصال مع وزير الخارجية والمغتربين للوقوف على الحقيقة قبل الإعلان عن موقف للجنة تروج له قنوات التحريض", معربا عن "استغراب وزارة الخارجية السورية إتباع هذا الأسلوب قبيل يوم واحد من عقد اجتماع متفق عليه في الدوحة بين الحكومة السورية واللجنة الوزارية".
وأهاب المصدر باللجنة العربية الوزارية أن "تستفيد من الأجواء الإيجابية التي سادت لقاءها مع الرئيس بشار الأسد وأن تساعد على التهدئة والتوصل إلى حل يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في سورية بدلا من إذكاء نار الفتنة", مشيرا إلى أن" وزير الخارجية والمغتربين والوفد المرافق سيقوم باطلاع اللجنة يوم غد الأحد على حقيقة الوضع في سورية".
وكانت اللجنة الوزارية العربية زارت سوريا الأربعاء الماضي, حيث بحثت مع الرئيس بشار الأسد المبادرة العربية حول الأوضاع في سورية ,وتم الاتفاق على أن يكون هناك اجتماع بين اللجنة والحكومة السورية في 30 الشهر الحالي لمواصلة التداول فيما تم بحثه.
وكان وزراء الخارجية العرب قرروا، في ختام اجتماعهم بمقر الجامعة العربية، الأسبوع الماضي، تشكيل لجنة عربية برئاسة قطر، للاتصال بالقيادة السورية لوقف العنف وإجراء اتصالات بينها وبين أطياف المعارضة لبدء حوار في مقر الجامعة وتحت رعايتها خلال 15 يوما، وإبقاء مجلس الجامعة في حالة انعقاد كامل لمتابعة الوضع في سورية.
وتعد مهمة اللجنة الوزارية المحاولة الثانية للجامعة العربية لحل الأزمة السورية بعد زيارة العربي لدمشق في 10 أيلول الماضي حاملا مبادرة عربية من 13 بندا أبرزها وقف فوري للعنف وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمتظاهرين وتشكيل حكومة وحدة وطنية ترأسها شخصية مقبولة من كل الأطراف تتولى الإعداد لانتخابات برلمانية تعددية قبل نهاية العام، وتشكل اكبر كتلة في البرلمان الجديد الحكومة الجديدة، ويتولى مهمة إعداد دستور جديد يعرض على الاستفتاء العام، كما تتضمن المبادرة إجراء انتخابات رئاسية تعددية عام 2014.
وتشهد عدة مدن سورية منذ 7 أشهر تظاهرات ترافقت بسقوط مئات الشهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن, حيث تقدر الأمم المتحدة عدد ضحايا الاحتجاجات في سورية بنحو 3 آلاف, فيما تقول مصادر رسمية سورية أن عدد ضحايا الجيش والأمن تجاوز 1100 شخص, حيث حملت هذه المصادر مسؤولية سقوط ضحايا إلى "جماعات مسلحة".
سيريانيوز
المفضلات