أشارت وزارة الخارجية الإسبانية، يوم الجمعة، إلى أنها استدعت سفير سوريا المعتمد في مدريد، حسام الدين علاء، وبعد أن عبرت له عن "قلقها" و"رفضها" لأعمال قام بها "أعضاء من السفارة"، تعتبر مضايقة وتخويف لمعارضين سوريين على أراضيها، وجهت إليه "تحذيرا" إثر هذه الاتهامات.
وقالت الوزارة في بيان، نقلته وكالة الصحافة الفرنسية (afp) إنه إثر تبلغها "شكاوى متكررة من مواطنين سوريين وإسبان من أصل سوري معارضين للنظام الحالي" استدعت الخارجية الاسبانية السفير السوري لتعبر له عن "قلقها" و"رفضها" لأعمال كهذه.
وأردف البيان أنه تم "تحذير السفير بأن الحكومة لن تتردد في اتخاذ التدابير المناسبة إزاء أعمال ارتكبها أشخاص يحملون أوراق اعتماد دبلوماسية أو يتمتعون بوضع رسمي على الأراضي الوطنية".
ولفت إلى أن مدريد "طالبت، أثناء لقاء بين السفير ودبلوماسي رفيع المستوى مكلف شؤون الشرق الأوسط، بأن يوضع حد لأي نشاط لموظفيه يمكن اعتباره بمثابة انتهاك لحقوق المتظاهرين وخصوصا لحريتهم في التجمع والتعبير" عن الرأي.
وذكر بيان الخارجية الإسبانية أن تقرير نشر في الثالث من تشرين الاول الماضي، اتهمت منظمة "العفو" الدولية سورية بالقيام بأعمال عنف وتنكيل وعمليات تخويف "ممنهجة" حيال معارضين سوريين يقيمون في أوروبا وفي الولايات المتحدة ويتعرض أقرباؤهم ايضا في سوريا لـ "التنكيل والاعتقال وأحيانا التعذيب"، بحسب التقرير.
وقالت المنظمة، في تقريرها إن "ما يربو على 30 ناشطاً في كندا وشيلي وفرنسا وألمانيا وأسبانيا والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، اشتكوا من تعرضهم للتخويف من جانب موظفي السفارات وآخرين، ومن تعرض أقربائهم في سوريا للمضايقة والاعتقال وحتى للتعذيب في بعض الحالات".
وقد عبرت باريس وستوكهولم وواشنطن عن "قلقها" من هذه الاتهامات، واستدعت لندن مرتين السفير السوري سامي خيامي منذ حزيران بسبب اتهامات مماثلة.
وتقرأ سورية مجموعة مواقف دول غربية بأنها تأتي في إطار حملة الضغوط عليها للحصول على تنازلات في مواقفها من القضايا الوطنية والإقليمية.
وكانت عدة عواصم أجنبية شهدت مؤخرا تظاهرات احتجاجية مناهضة للنظام, وأخرى مؤيدة داعمة للرئيس بشار الأسد ولبرنامجه الإصلاحي.
وتشهد عدة مدن سورية، منذ بدء حركة الاحتجاجات منتصف آذار الماضي، أعمال عنف أودت بحياة الكثيرين من مدنيين ورجال أمن وجيش، تقول السلطات إنهم قضوا بنيران "جماعات مسلحة"، فيما تتهم منظمات حقوقية وناشطين السلطات بارتكاب أعمال عنف لـ "قمع المتظاهرين".
سيريانيوز
المفضلات