” ردا على القرضاوي في تجويزه خلع الحجاب وكشف الصدور ببرك السباحة ولعب الرياضة بالمدارس المختلطة “
وقوفا عن رغبة الأخيار ، للرد على فتوى البهتان والضلال في كشف الصدور ، وجواز التبرج والسفور . للمتساهل بالأعراض والمتلاعب بالأحكام ، والمدلس على العباد ، والمفسد بالبلاد ، المفتي بجواز انضمام المسلم في جيش الكفار لقتال اخوانه من أهل الإيمان ، المبيح للممثلات التائبات بالعودة للتمثيل ، المترحم على بابا الفاتيكان يوسف القرضاوي
أما بعد :
لم أكن أتصور أننا في يوم من الأيام نحتاج فيه للتأصيل والتفصيل والبيان
في حرمة كشف صدور النساء ، أو خلع الحجاب عن رؤوسهن ، وهن يخالطن الرجال في حصص الرياضة وفي برك وأحواض السباحة . من أجل الحصول على الشهادة أو الخوف من فصلهن من الدراسة ، خوفا من جلوسهن في المنازل والبيوت ، فلا الشرع يبيحه ولا العقل يقبله ، والفطرة السليمة ترفضه
فمن المعضلات توضيح الواضحات
لم أكن أعلم أن الأمر يحتاج إلى تأصيل وتفصيل بقدر ما يحتاج إلى غيرة ورجولة ومروءة
فقد كان الرجل في الجاهلية يحتفظ بكرامته وسمعته ويؤثرها على المال والمنصب والجاه وكل مغريات الحياة وهذا دأب الشرفاء والكرماء والأحرار ، إن اجتمع الأمر بين عرضه وماله ونفسه فإنه يؤثر ضياع المال والنفس والولد ، في سبيل الحفاظ على العرض فالحر والشريف والعفيف ، وصاحب المروءة
أهون عليه أن تبقى ابنته أو اخته جاهلة أمية لا تقرأ ولا تكتب ولا تحسب ، ولا تعمل ، ويناله سهام التجريح والطعن يتلاقاها بصدره ويتحمل أذى الناس وقذفهم له وكلامهم عليه ليحمي عرض بناته وأخواته من أن ينظر إلى ظفرها أحد من غير محارمها أو ينال منها أحد بنظرة سوء
أصون عرضي بمالي لا أدنسه... لا بارك الله بعد العرض في المالأحتال للمال إن أودى فأجمعه .... ولست للعرض إن أودى محتال
فمن كان من المسلمين ينتظر فتوى تأصيلية للرد على مثل هذه الفتاوى التضليليةومن كان يدافع عنها بحجة أن صاحبها مجتهد ولربما أخطأ أو عنده ما يبرر قوله
وقد فهم وعلم وجهلنا أو أننا لا نفهم الواقع ولم نمارسه ، كما اعتادوا رمينا به
أقول : لمن اشتغل بالدفاع عن القرضاوي لكلامي عليه وأخذته الحمية لعرض القرضاوي ولم تأخذه الحمية لأعراض المسلمات من فتوى القرضاوي فليراجع دينه وليراجع أخلاقه لأن القرضاوى قد خدشها وجعلهم محلا للتهمة عندما ارتضوا الدفاع عنه بما يمس وتنتهك فيه الأعراض
ونظرة إلى آيات الله وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في أهمية وجوب حفظ الأعراض وخطورة من تعرض لها أو تساهل فيها
قال الله تعالى : " وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
يقول ابن جبرين رحمه الله : وهذا أيضا تأديب للنساء المؤمنات ألا يبدين زينتهن إذا كانت الزينة خفية؛ ولكنها تلفت النظر .
وقال تعالى :" وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى "
قال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ) " معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت ، وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى ؛ هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء ، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن ، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة ، على ما تقدم في غير موضع ." انتهى . من " تفسير القرطبي" (14/179)
لكن القرضاوي هنا جعل الضرورة الخروج للدراسة والحصول على الشهادة ويجعل من المكوث بالبيت حالة عارضة وتخلف ورجعية . لكننا لسنا ممن يعطي الدنية في ديننا يا قرضاوي
فأعراضنا أثمن واغلى وأعظم من كل شهادات الأرض وكل أموال الدنيا نفتدي كل ذلك بظفر من أظافر اقل مسلمة
قال تعالى :" يأيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرف فلا يؤذين "
عن مجاهد في قوله تعالى :" يدنين عليهن من جلابيبهن "
يتجلببن فيعلم أنهن حرائر فلا يعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة .
قال تعالى : " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ "
قال ابن جرير الطبري رحمه الله في "تفسيره" (20/ 313) : " يقول : وإذا سألتم أزواج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ونساء المؤمنين اللواتي لسن لكم بأزواج ، متاعًا : فاسألوهن من وراء حجاب " انتهى .
وقال القرطبي رحمه الله في "تفسيره" (14/ 227) : " في هذه الآية دليل على أن الله تعالى أذن في مسألتهن من وراء حجاب ، في حاجة تعرض ، أو مسألة يستفتين فيها ، ويدخل في ذلك جميع النساء بالمعنى ، وبما تضمنته أصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة " انتهى
. روى البخاري (5232) عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ ؟ قَالَ : الْحَمْوُ الْمَوْتُ )
وعن عائشة قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي رجل قاعد فاشتد ذلك عليه ورأيت الغضب في وجهه ، قالت : فقلت : يا رسول الله إنه أخي من الرضاعة ، قالت : فقال : انظرن إخوتكن من الرضاعة فإنما الرضاعة من المجاعة " رواه البخاري
منقول
والحمد لله رب العالمين
المفضلات