تشرين الأول قد أقبل
والليلُ بتشرين طويل
تتشابه أحزانُ البشر
لحظات الحزنٍ أو النجوى
سأمدّ القلبَ إلى الأجمل
فأنا أستاذٌ في الحُبّ
مليارٌ مثلي أو أكثر
ما اعمقَ لحظات النجوى..
مِن أوّلِ يومٍ لم أنسى
وسخرتُ مِن العمر الفاني
ولذا أبكي
يا أيّ أنين ينشجُ في أعماقي
في هذا الليلِ أنا أسكر
بينَ الأحلامِ ولا أقدر
أن أسلو بعضَ الأحباب
أو أنسى أنّي إنسانٌ
ما زالَ البردُ يُقلّصهُ
يتذوّقُ طعمَ الخوفِ
يثنيه الشوقُ..
تُمَدِّدهُ، نارٌ تتوقّد في الكبدِ
ويُعاني مِن بؤسِ زمانٍ
ويُعاني مِن بُعد رِفاقٍ
ويُعاني فنجانَ القهوة !
هل يعلمُ أحبابُ القلبِ بِتوتّر أعصابي اليومي
ففراشي أوشكَ ينساني
ولفائِفُ تِبغٍ لَم تُطفأ
فالقهوة إغراءٌ ثابت
في هذي اللّحظةِ مِن سُهدي
أتسمّرُ خلفَ الشبّاكِ
كسجينٍ يَرسِفُ بالقيدِ
ويحاولُ قَطعَ الأسلاكِ
يا سِترَ اللهِ على الناسِ
الليلةُ أحزمُ إحساسي
لا شيءَ كما الليلِ القاسي
أضادُ العُمرِ بِداخله
حُزني وسُروري
ولطائف أيامي الحيرى
أسفحُ فنجاني مقترباً
مِن صمتِ الشارعِ
مِن قلبي
إنّي جَذِلٌ .. وأحِنّ إلى أمّي دوماً
رغمَ القربِ
كبرَ الوطنُ وكَلّ العَسكَر
وأصِرّ بأني في وطني ما زِلتُ بلا وطنٍ يُذكر
إلا أشلاءً مِن ذِكرى
يتناوشها الليلُ الأحمر
بإذاعاتٍ تَمتصّ مِن الناس الطّهرَ
وتَرشّ على الموتِ السكّر
شعرَ الأنجاسُ بِغفوتنا
ياهذا الشعبُ، ألا فاشعر
ماذا يعنيني مِن وطني
إن كان فؤادي مسلوبٌ
أأحاربُ في كلّ الدنيا
في زمَنٍ طلّقهُ النصرُ..!
ما زالَ الليلُ بفنجاني
لا زلتُ أفَتّشُ عن ذاتي
عن أيّ عيونٍ تحضنني
حينَ يعزّ النوم عليّ
وترسلني ..
يا ذِئباً يلهو بجواري
ويراوغُ غَفلات الليلِ
أتُسيلُ لُعابكَ أشلائي ؟
قد كان حريّاً أن تبدأ
فأنا لا أملك أن أنهض
أتذكّرُ نظراتكِ ليلى
قد مرّ الدّهرُ فلا تمضي
ولا تبقي !
أذكرُ إفلاسكِ مِنّي
والحيرة من هذا القابضُ بالجمراتِ على يأسٍ
ماذا نفعل ؟
حاولنا تغيير الدنيا
وفشلنا جِدّاً.. لم ننجح !
هاتي لي فنجان القهوة
وصبّي في القلبِ على مهلٍ
فلعلّ الصحو يراودني
ما أضعفني !
ماذا ننتظرُ مِن الدنيا
كم دَهرٍ يلزمُ كي ننسى
فلا نأسى !
المفضلات