عمان - نديم الظواهرة- بدءاً من اللغة العربية، ومروراً بـ»المعقدة» الصينية .. وختاماً بـالتايلندية»»، تحدث المنتخب الوطني لكرة القدم ببلاغة «الفوز»، ووحد جميع اللغات بكلمة «النصر».
ما بين محطتي «فرانسوا الحريري» و»جالا بيسار»، وما تخللها من توقف في محطة «عمان»، ابدع المنتخب الوطني ومضى بثقة ليتربع على عرش المجموعة الاولى وبالعلامة الكاملة .. ومع اختلاف الظروف وشراسة المنافسين، أوفى «النشامى» بالوعد ولم يبق للوصول لـ»الموقف» الاخير سوى «كلاكيت» ثاني من مشهد الأمس امام سنغافورة مع اختلف «المسرح» و»الحضور».
المؤشر البياني لأداء المنتخب في تصاعد، والارقام تؤكد على احقية الوصول الى القمة، وبنجاعة هجومية بلغ رصيدها سبعة اهداف، وترسانة دفاعية لم تقبل سوى هدف وحيد، رسم النشامى ابهى لوحات النصر، ودون في «معجم التاريخ» بحروف من ذهب انجازاً اسطورياً يحاكي قصص الخيال كما تمنيناه «المنتخب الانموذج».
انجاز جديد ينتظر المنتخب الوطني، والوصول للدور الاخير للمرة الاولى بات هدفاً «في المتناول» .. وبعد ذلك، تحقيق الحُلم الاكبر للأسرة الأردنية ببلوغ قمة الانجاز واللعب في الأراضي البرازيلية على انغام السامبا.
ثلاث مباريات تبقى امام المنتخب الوطني في الدور الحالي، وحسابياً، يدنو النشامى من انجاز المهمة مبكراً عبر الفوز على المنتخب السنغافوري في عمان الشهر المقبل، شريطة تعثر الصين مجدداً بالتعادل او الخسارة، ليتجنب المنتخب بالتالي اية حسابات قد تؤجل الحسم لقادم الجولات، رغم ان «نقطة» من العراق في عمان او الصين في بكين ليست صعبة قياساً بما تحقق حتى الان.
اعين الشارع الاردني باتت تترقب بـ»أمل» مشوار المنتخب في الدور الحاسم، وبعد ان تعززت الثقة في تخطي الدور الحالي، باتت الاصوات تعلو متغنيةً بأداء المنتخب ومطالبةً بتحقيق المهمة «المونديالية» على اكمل وجه.
قبل سنوات قليلة، وتحديداً في فترة «الركود» عام (2008)، كان الشارع الرياضي محلياً يعيش اياماً صعبة وسط حالة من «الاحباط» المبرر قياساً بالنتائج السلبية المصحوبة بالاداء المتواضع في عهد المدرب البرتغالي فينجادا، والذي ابى ان يترك المهمة الا مع «تخسير» المنتخب امام سنغافورة بالذات وعلى ارض الاخير ايضاً، ما ترك انطباعاً ان المنتخب يحتاج الى عقود من الزمان حتى ينتفض مجدداً، لكن رؤية الامير الشاب سمو الامير علي بن الحسين الثاقبة قلبت المعطيات سريعاً، وعالجت جراح المنتخب باسناد المهمة الى المدير الفني عدنان حمد الذي اعاد المنتخب الى اوج التألق وكسر حواجز الانجاز عبر لمسات سحرية وضعت النشامى في النهائيات الاسيوية بعد ان فقدنا الامل في وقت سابق ..
ومضى النشامى بثقة الى الدور الثاني في بطولة الدوحة .. ليعود حمد من حيث انتهى فينجاد امس ويرد اخر دين للجماهير الاردنية بعد ان اسقط المنافس السنغافوري بالضربة القاضية مستغلاً الروح القتالية لكتيبة من النجوم لم تعرف ابداً معنى الهزيمة.
اليوم .. يعي الجميع ان ما قطعه المنتخب في طريقه نحو البرازيل بـ»كفة»، وما ينتظره في نهاية المشوار بـ»كفة اخرى»، ولكن الجماهير الاردنية تؤمن بقدرة النشامى على تخطي الصعاب، وهو انطباع بديهي ترسخ بعد اثبت المنتخب علو كعبه في المحفل الآسيوي أمام عمالقة القارة.
المفضلات