عمّان – جمال عياد- يقدم الفنان نبيل صوالحة مسرحيته «ارحل»، التي أطلقها في شهر رمضان السابق من تأليفه وإخراجه في الثامنة والنصف يوميا، ابتداء من مساء اليوم، على خشبة مسرح الريمبو في جبل عمان، ضمن عروض المسرح اليومي.
يقول صوالحة: إنه «لا يفتتح حواراته بالكلام المعهود «كان يا مكان»، وإنما بكلمة «ارحل»، وهو العنوان الذي اختاره لمسرحيته الكوميدية، وهو ليس استغلالاً شائعا للكلمة، وإنما يحيلنا لمفهوم تغيير العالم للأفضل، كما وإنها لفتة ساخرة لمن لا يريدون افساح الطريق للدماء الشابة الجديدة».
صوالحة يفيد في لغته المسرحية من جماليات الموروث الشعبي، الاجتماعية والدينية على السواء. فيبدأ بلوحة «الله حي»، ليتبعها بأغنية «يا أبو عبدالفتاح، الشعب العربي طاح، ع الشارع طاح». ويستمر في السياق نفسه بمراوحة الرؤية الإخراجية بين ضخّ زخمٍ ساخر، عبر أغانٍ ذات نبرة تهكمية من نوع «إصلاح سياسي... إصلاح بوابير الكاز»، وبين مسخرة الحدث على طريقة «الإصلاح يعني تبديل وزير بوزير في الحكومة نفسها».
المسرحية، التي يعزف على إيقاعها ويصمم ديكورها خليل أبو حلتم، تهدف إلى تعرية أساليب القمع الفكري والأمني، وتتجه المعالجة الدرامية إلى سياقات وجودية، كما في اللوحة التي ترصد محاولات خروج الإنسان من رحم أمه، حتى يجيء إلى الحياة ضمن عمليةٍ قاسية مروراً بنموّه وانتهاء بنضوجه المكتئب، إذ يظل مسكوناً بالهاجس الأمني الذي يجثم على قلبه وعقله في آن واحد.
يقول صوالحة لـ الرأي»: «يتوّج هذا العمل عقدَين من اشتغالي في المسرح الكوميدي الذي اتَّخَذْتُه وسيلتي لإظهار أحوال الناس، والأوضاع العربية عامة، وما فقدناه من كرامة وأرض، وعقول خلاّقة هربت من العسكرة الفكرية، والتخويف بعدم الخروج عن الدائرة المرسومة لنا كمواطنين، فإن شئتَ أن تحيا في أمان لا يتيسّر لك ذلك إلا تحت أجنحة تتركك تعيش إذا تركتَها تحجب ضوء الشمس عنك».
يقرّ صوالحة بأن البعض قد يعدّ أطروحات المسرحية الذي يصمم إضاءتها حسين فاشة، «كلاماً كبيراً» على مسرح كوميدي سياسي، لكن الأحداث، كما يرى، تؤكد أن المشتغلين في الفن والثقافة والإعلام يثورون دائماً كي تكون الحال أفضل، بخلاف ثورات العسكر النابعة من التوق إلى السلطة وشهوة الاستبداد.
المفضلات