السلام عليكم
يجب علينا أن نحب الناس لتجعل الحياة أيسر مضيا وأهون احتمالا ، فإن عجلة الحياة لا تدور حتى تساهم في دفعها كثير من الايدي ، ونحن جميعا معتمدون بعضنا على بعض بشكل او بأخر ، في غذائنا وكسائنا ومأوانا وكسبنا ولهونا وسكينة أنفسنا . ومن ثم كان من الارشد ان يقوم الوفاق بيننا جميعا
ويكون الحب حب شامل جامع للانسانية كافة واقد بالحب الذي يشمل كل انسان من لحم ودم والذي لا تتطرق اليه تفرقة قائمة على الدين او الجنس او الوجاهة واكثر العظماء الحقيقين قد حملت قلوبهم هذا النوع من الحب وما كان ن تسمتع الى رئيس تحرير احدى الصحف وهو ينصح كاتبا ناشئا كيف يرم بقلمه صورة لعواطف بطلة القصة ، فيقول احملني على ان استشعر هذه العواطف ، لا تقل لي شيئا ولكن بث في الاحساس
وهنا للاسف يكمن مواطن الزلل الذي يقع فيه اكثرنا ، فنحن نقول لانفسنا اننا نحب جيراننا مثلا ، ولكن ما الذي تضعه لنحمل جيراننا على ان يحسوا بهذا الحب
وانما نحن نحب الناس حقا حين نبني عاداتنا ونقيم تصرفاتنا على اساس هذا الحب واذن عليك القاعدة الاساسية الاولى وان كانت برغم ما رأيت من بساطتها قل ان توضع موضع التنفيذ
وهذه هي الحكمة الخالدة التي توصل بها اكثر العظماء لبلوغ مراتب اللباقة ، وما اكثر ما يضرب المثل بابراهام لنكولن حين سمعته سيدة يثني على اعدائه خلال الحرب الاهلية الامريكية ويذكرهم بالعطف والود فسألته متعجبة اشخص بهذا الثناء الجميل اعداء تسعى الى تحطيمه فقال أولت أحطمهم يا سيدتي أجعلهم أصدقائي
نعم ان تعالم الدين وفصول التاريخ تشير جميعا الى هذا السبيل وتحضنا على محبة الآخرين كحبنا لأنفسنا
فالذين يبدو أن الناس كالذرات لا تظهر قيمتها الا في علاقاتها بغيرها
وهذا هو السبب في ان المتزوجين يعمرون اطول من العزاب ، وهذا ايضا هو السبب في ان عيادات الاطباء النفسيين تغض بالعوانس اللاتي فاتهن قطار الزواج ، وهذا كذلك هو السبب في ان السجن الانفرادي يرهب اشد المجرمين عتوا وجبروتا ويتفق في هذا علماء النفس ورجال الدين ، كما يتفقون في عدة وجوه أخرى
فإن الانسان لا يستطيع ان يعيش لنفسه وبنفسه فقط فإذا أقدم الانسان على هذه المحاولة أورد نفسه موارد التهلكة فنحن نحب الناس في المقام الاول ، لاننا بالطبع نحب انفسنا ونتلهف على الحب ، فحاجتنا الى حب الاهل والاصدقاء كحاجتنا الى الغذاء والنوم
المفضلات