بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
قال الله تعالى :
{ ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما }
فهذه كلمة حق واجب علي ذكرها :
لقد ذكرتنا أخي الفاضل بحادثة رائعة لإفضل انسان عرفته البشرية بعد الأنبياء عليهم السلام
نعم الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وأرضاه لقد ضرب رضي الله عنه
مثلا رفيعا في سرعة الفيئة حين علم أن مسطح بن أثاثة
الذي يأكل من نفقة أبي بكر كان قد شارك في اتهام ابنته السيدة عائشة بحديث الإفك
فأقسم أبو بكر ألا ينفق عليه
ونزل قوله تعالى :
{ وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
فما أن سمع أبو بكر خاتمة الآية حتى صاح :
( بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي )
وتغلّب على عواطفه التي تدعوه للثأر لِعرْض ابنته البريئة ( فأرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفقها عليه
وقال رضي الله عنه : والله لا أنزعها منه أبدا ) .
رجع الى أمر الصدقة التي يحبها الله تعالى
وترك أمر النفس والهوى لله تعالى
والآثار كثيرة في أهل القرون الأولى من الصحابة والتابعين في سرعة الفيئة لله تعالى
أخي في الله أنا وأنت مع الصواب أينما دار
وأنا وأنت ضد الخطأ أينما ثار
فان الإنصاف بر وإن الإجحاف شر
وكما قال بعض الأئمة :
[ لأن أكون ذنبا في الحق خير من أكون رأسا في الباطل ]
أحييك أخا في الله تعالى نتعاون على البر والتقوى ما استطعنا
وأخيرا وليس آخرا :
أقول سبحان الله تعالى قول الله أصدق الحديث
قال تعالى :
{ ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم
* وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم }
وقد أحسنت وأدخلت السرور في قلبي أكثر من مرة
وأسأل الله تعالى أن أُدخل السرور في قلبك كما أدخلته في قلبي
جزاك الله تعالى خير الجزاء
وأسأله تعالى لنا التوفيق والسداد وأن يوضع لنا القبول في الأرض والسماء
وأن نُحشر مع خير الأنبياء
والحمد لله رب العالمين
المفضلات