العوامل التي تؤثر على حجم ومكونات الحليبهناك العديد من العوامل التي درست ولوحظت بأن لها تأثيراً على مكونات الحليب وحجمه ويمكن تقسيم هذه العوامل الى مجموعتين رئيستين :-
1) العوامل الفسيولوجية Physiologic Factors : وتشمل تلك المتعلقة بالأم من حيث العمر، وقت الولادة ، العرق، وقت الارضاع، والعوامل التي تؤثر على افراز الحليب اثناء عملية الرضاعة ومنها ما يتعلق بالطفل مثل مدى طلبه للحليب وعدد الرضعات اليومية .
2) العوامل الخارجية : تشمل التغذية، والأدوية التي من شأنها التدخل في افراز هرمون البرولاكتين أو تلك التي تتسبب في حدوث تغيرات في مكونات الحليب عند تناولها أثناء فترة الرضاعة .
أما ما يتعلق بالعوامل الفسيولوجية (20) - وكما ذكرنا - فان محتوى الحليب من المكونات الغذائية يتغير تبعاً للفترات الزمنية لعملية الرضاعة، فالفترة الأولى من الرضاعة ( اللبأ ومرحلة الحليب الانتقالي ) يتميز فيها الحليب بلزوجة عالية، وغني بالبروتينات وخصوصاً المناعية منها، وكثير من المعادن، ولكنه فقير بالسكريات والدهون وكثير من الفيتامينات، اضافة لاحتوائه على المكونات الخلوية للمخلفات المتبقية من عمليات تحضير وتنظيف الغدد الحليبية والقنوات الحليبية قبل الامتلاء الفعلي بالحليب. بعد ذلك تأخذ مكونات الحليب في التغير حتى تدخل في مرحلة الحليب التام والذي يتميز عن اللبأ بمحتواه الغني من الدهون واللاكتوز ومعظم فيتامينات المجموعة " ب " وبقلة محتواه البروتيني ومعظم المعادن والفيتامينات الذائبة في الدهون .
كما لوحظ بأن مكونات الحليب تختلف في نسبة وجودها مع زمن الولادة فعندما تكون الولادة قبل أوانها ( Premature delivery ) يكون هناك اختلاف في نسبة مكوناته مقارنة بحليب الأم ذات الوضع ( الولادة ) الطبيعي .
فحليب الأم ذات الوضع المبكر ( غير التام ) أغنى بمعدل 15-20 % بالبروتينات وأغنى بنسبة 40-50% بالدهون وأغنى بنسبة 50-100% بالصوديوم والكلورايد، لكنه فقير بمعدل 15% باللاكتوز، مقارنة بالحليب التام لأم ذات ولادة طبيعية وهذا مرده الى تأخر نضج الغدد الحليبية الفسيولوجية والأيضية لدى الأمهات ذات الوضع المبكر .عمر الأم كأحد العوامل الفسيولوجية المؤثرة على مكونات وحجم الحليب، وجد بأن له تأثيراً مع أن الأساس الفسيولوجي لهذا التأثير لم يبين بعد، فقد لوحظ بأن حجم الحليب اضافة الى تركيز الدهن فيه يرتبط ارتباطاً عكسياً مع العمر ربما لأن القدرة الإرضاعية تهبط مع تقدم العمر.
الاختلاف في محتوى الحليب بالنسبة للفترات الزمنية اليومية لوحظ لبعض قيم المواد الغذائية للحليب فعلى سبيل المثال فقد لوحظ بأن تراكيز كل من الدهون، الصوديوم، البوتاسيوم، والحديد تكون أعلى في الفترة المسائية مقارنة في الفترة الصباحية .
كما لوحظ الاختلاف في تراكيز محتويات الحليب في بداية ونهاية الرضعة الواحدة، فالطفل خلالها يستقبل نوعين من الحليب، الحليب في بداية الرضعة ويطلق عليه الحليب الأمامي ( Foremilk ) ويتميز بالمحتوى المائي العالي، قليل في المحتوى الدهني (بنسبة 2% ) والبروتيني ، خلال الرضعة فان الحليب يزداد تلقائياً 3 أضعاف في محتواه البروتيني، والحليب الذي يرضعه الطفل في نهاية الرضعة يطلق عليه الحليب المتأخر (Hindmilk ) .
من العوامل التي تؤثر على الحليب أثناء فترة الرضاعة هو التحفيز الهرموني للغدة الحليبية كالذي يحدثه مص الطفل لحلمة الثدي والذي يعتبر أهم منظم لكمية الحليب المنتجة، وكلما زاد مثل هذا التحفيز زاد الحليب في مكوناته وحجمه، في حين ان الانفعالات النفسية، والامتناع عن الطعام، وحقن مادة الأدرينالين ( التي تؤدي الى قلة التروية الدموية الواصلة الى الثدي وملحقاته ) ،تعمل على قلة انتاج الحليب .
* الحالات المرضية التي تؤدي الى ارتفاع مستوى البرولاكتين في الدم ، وأهمها : (21)
- الأورام التي تصيب الغدة النخامية وتحت المهاد والمسؤولة عن زيادة افراز البرولاكتين وتشكل 30% من مجموع الاصابات .
- اصابات منطقة الصدر بالحزام الناري (Herps Zoster, Shingle) وهي ناتجة عن نوع من أنواع الفيروسات تتميز بمنطقة احمرار على طول الشريط العصبي، تكون مؤلمة ومهيجة ومنبهة للنهايات العصبية الحسية وكنتيجة لذلك يفرز هرمون البرولاكتين مما يؤدي الى زيادة افراز الحليب (Galactorrhoea ) .
المرجع :
الحنيطي، راتب : كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية
المفضلات