بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
بات اتهام الناس بالنفاق امرا دارجا مستساغا بين كثير من الناس ـ الا ما رحم الله تعالى ـ وذلك لتشويه صورة المتهم لتنفير الناس منه .
ولا يمكن أن يُقطع بهذا الإتهام لأن النفاق إظهار الخير وإبطان الشر في القلب
ومن يعلم ما في القلوب الا الله تعالى .
وغالبا ما تكون دوافع هذه الإتهامات شخصية أو حزبية مقيتة أو لترويج بدعة إذا كان المتهم بالنفاق من أهل الخير والصلاح .
فقد أُتهم أهل الأهواء والبدع الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمن رحمهما الله تعالى بالنفاق وهم منه براء .
وإليكم هذه الفتوى في هذه المسألة
لسماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين :
س : هل يجوز أن يُقال لشخص يا مُنافق
وقد ظهر منه بعض الآيات أو الدلالات على ذلك كالكذب أو الخيانة للأمانة أو إخلاف الوعد ؟
الاجابـــة
لا يجوز
النفاق هو إخفاء الكفر وإبداء الإسلام
ومعلوم أن ما في القلب لا يعلمه إلا الله
وأن الإنسان إنما يشهد بما رآه
فإذا رأيت المسلم مع المسلمين في صلاتهم وصومهم وعبادتهم فهو منهم له ما لهم وعليه ما عليهم
ولا يجوز رميه بالكفر ولا بالنفاق لعدم اليقين بذلك
أما إذا ظهرت أمارات عليه تدل على نفاقه
كإطلاعه الكفار على أسرار المؤمنين أو طعنه في الدين وعيبه لتعاليم الإسلام
وسخريته من أفراد المسلمين لأجل دينهم وكذا لمزه وهمزه للمتطوعين ونحو ذلك
مما جعله الله علامة على الكفر الباطن فإنه يُقال هذا يخاف أنه منافق
فأما الكذب وخلف الوعد وخيانة الأمانة فهي نفاق عملي
بمعنى أنها علامات في ذلك الوقت للنفاق
ولكن ليس كل من اتصف بأحدها يُحكم بنفاقه
وإنما يُقال إن فيك علامة من علامات النفاق أو فعلك نفاق عملي
والله أعلم . انتهى
أسأل الله تعالى لي ولكم اتباع أحسن القول
والهداية والتوفيق واتباع الحق
ووصيتي قول النبي العدنان صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه :
" أتريد أن تكون فتانا يا معاذ "
رواه مسلم
والحمد لله رب العالمين
المفضلات