عمان - سرى الضمور- تصوير - سهم ربابعة - يشهد المعدن الأصفر «الذهب» ارتفاعاً ملحوظاً ومستمراً في أسعاره نتيجة تقلب الحركة التجارية العالمية مما يؤثر بشكل كبير على السوق الأردنية ، الأمر الذي يحدث ارتباكات مجتمعية تسهم في انحدار « آمال العزاب « في الزواج.
وفتح الارتفاع المحموم لأسعار الذهب؛ الباب أمام سوق ما يسمى ب»الذهب الروسي» الذي يعتبره عديدون بديلا مؤقتا لحين تراجع أسعار الذهب الأصيل ووصولها الى مستويات مقبولة.
يقول نقيب تجار الحلي أسامة أمسيح ل موقع الرأي الالكتروني : « لم تتأثر القيمة الشرائية نتيجة ارتفاع أسعار الذهب، ولا أجد أي عزوف عن شرائه كونه يعد احد أهم مقومات الزواج ، النسب ثابتة ولا توجد مؤشرات بتناقصها، خصوصاً وان الذهب وسيلة لتجميد الأموال وادخارها.
ويعتبر امسيح ان ارتفاع أسعار الذهب ليس السبب الوحيد لعزوف الشباب عن الزواج وإنما المتطلبات الأخرى التي تقف عائقا أمامهم وتحد من إقبالهم على الزواج.
ويلفت نقيب تجار الحلي إلى أن المجوهرات التقليدية أو ما يسمى ب» الذهب الروسي»، مجرد حلي تقليدية تكترث لها فئة معينة من المجتمع دون أخرى، ولا تعتبر رديفاً عن الذهب لكون قيمته آنية تزول مع تقدم الزمن.
في السياق يؤكد أستاذ علم النفس والتربية الخاصة في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور محمود الخوالدة أن ارتفاع اسعار الذهب يسبب مشاكل عدة تؤثر على المجتمع بشكل كبير إذ يعد الذهب احد أهم متطلبات الزواج في العالم العربي الإسلامي، ويعتبره كثيرون وسيلة للادخار وحفظا لمستقبل الفتاه كما يسميه البعض .
ويشير الخوالدة إلى ان الدراسات النفسية التي أجريت في هذا المجال تبين ان ارتفاع الأسعار تؤثر على القدرة الشرائية لدى الأفراد الأمر الذي يولد بما يسمى عامل الإحباط والذي يؤدي إلى الفشل في تحقيق الأهداف وسلوك مسلك عدواني، يؤدي لاضطراب الشخصية والعزوف عن الزواج ويشكل دافعا لدى الشباب نحو الانحراف لإشباع الغرائز بطرق غير شرعية او لجوء الشباب بالزواج من الأجنبيات مما يفاقم نسبة العنوسة.
واستعرض الخوالدة عددا من الحلول التي من شانها أن تساعد الشباب بتخطي هذه الظاهرة وأثرها على المجتمع من خلال إنشاء مؤسسات أو منظمات تسهل الزواج ، ومناشدة الأهالي بخفض المهور مذكرا بالحديث النبوي الشريف الذي يقول « اقلهن مهوراً أكثرهن بركة» ، داعيا شركات تصنيع الذهب إلى تخفيض أسعارها بما يتناسب وقيمة الدخل للفرد المحلي.
محمد انور ، الشاب المقبل على الزواج، يرى أن ارتفاع سعر الذهب فتح الباب للعديدين للتوجه إلى ما يسمى بالذهب البديل، نظرا لأسعاره المتدنية ، او شراء الذهب على دفعات او بأقساط ميسرة .
يقول محمد : تمكنت من إقناع خطيبتي من شراء وجبة أولى من الذهب في فترة الخطبة على ان اشتري ما نص عليه عقد الزواج في فترة لاحقة .
وتسجل أسعار الذهب في السوق المحلي أسعارا متفاوتة حيث بلغ غرام 24 مطلع الأسبوع الحالي نحو 41.5 دينار للغرام، فيما سجل غرام عيار ال 21 الأكثر مبيعا نحو35.5 دينار، وعيار 18 نحو 31.1 دينار، وبلغ سعر الليرة الرشادي 260 دينارا وسعر الليرة الانجليزية 296 دينارا.
المفضلات